الصين تُلزم المدارس بتعليم الذكاء الاصطناعي لجميع الطلاب

• بمختلف المراحل الدراسية من عمر 6 سنوات

ابتداءً من أمس، دخل قرار الصين بإلزام تعليم الذكاء الاصطناعي في المدارس حيز التنفيذ، بعدما أعلنت لجنة التعليم في بكين في مارس الماضي أن جميع طلاب المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية سيخضعون لمناهج محدثة تشمل مفاهيم وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وبحسب التوجيهات الرسمية، سيُخصَّص لكل طالب ما لا يقل عن 8 ساعات دراسية سنوياً في مجال الذكاء الاصطناعي، تُدمج إما في مقررات مستقلة أو ضمن مواد قائمة مثل تكنولوجيا المعلومات والعلوم.

وتتنوع المناهج بحسب المراحل، إذ ستعتمد المرحلة الابتدائية على الدورات التجريبية كأساس لتعريف التلاميذ بمفاهيم الذكاء الاصطناعي؛ وفي المرحلة الإعدادية، سيكون التركيز على الدورات المعرفية التي تهدف إلى توجيه الطلاب لاستخدام الذكاء الاصطناعي في دراستهم وحياتهم اليومية؛ أما في المرحلة الثانوية، فسيتم تقديم دورات شاملة وعملية لتعزيز قدرات الطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي وتنمية مهاراتهم الابتكارية.

هذه الخطوة لا تأتي بمعزل عن ستراتيجية وطنية أوسع، فقد أصدرت وزارة التعليم الصينية في أبريل 2025 توجيهات لبناء نظام تعليمي متكامل للذكاء الاصطناعي، يقوم على منهج تدريجي يواكب المراحل العمرية، ويوازن بين غرس الوعي المبكر وتطوير القدرات التطبيقية.

وتشير تقارير صحيفة Global Times إلى أن الإرشادات شددت أيضاً على ضوابط مهمة: إذ يُمنع طلاب المرحلة الابتدائية من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مباشرة، كما يُمنع المعلمون من الاعتماد عليها بديلاً للتعليم البشري، إذ الهدف، بحسب المسؤولين، هو ضمان أن يبقى الذكاء الاصطناعي وسيلة مساعدة لا بديلاً عن التفاعل الإنساني.

ويأتي هذا الإصلاح ضمن خطة بعيدة المدى تحمل شعار “أمة تعليمية قوية بحلول 2035″، تسعى من خلالها الصين إلى إعداد جيل متقن لمهارات المستقبل، قادر على قيادة سوق العمل العالمي في عصر الثورة التكنولوجية.

سباق عالمي على تعليم الذكاء الاصطناعي

لا تتحرك الصين وحدها في هذا الاتجاه، ففي الولايات المتحدة، أصدرت الأكاديمية الوطنية للعلوم ومعها عدة ولايات تعليمات لتضمين مفاهيم الذكاء الاصطناعي في المناهج المدرسية، بينما أقرّت ولاية كاليفورنيا خططًا لتدريب المعلمين على دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم. أما الاتحاد الأوروبي، فقد أطلق مبادرات لتعزيز الثقافة الرقمية والذكاء الاصطناعي بين طلاب المدارس منذ المراحل الابتدائية، في إطار ستراتيجيته لمواكبة التحولات التقنية.

وبذلك، يبدو أن ما بدأ أمس في الصين هو جزء من سباق عالمي أوسع لإعداد الأجيال القادمة لعصر يقوده الذكاء الاصطناعي، حيث لا تقتصر المنافسة على الاقتصاد والتكنولوجيا فقط، بل تمتد إلى المناهج الدراسية وغرف الصفوف المدرسية.