هل تأخير الدوام المدرسي يحسّن أداء الطلاب؟

• نتائج تجربة بريطانية قديمة تجدد الجدل مع بداية العام الدراسي

مع قرب انطلاق العام الدراسي الجديد، يعود النقاش العالمي مجدداً حول مواعيد بدء اليوم الدراسي وما إذا كان تأخيرها قد يساعد الطلاب على النوم بشكل أفضل وتحسين أدائهم الأكاديمي.

هذا الجدل لا ينطلق من فراغ، بل يجد جذوره في دراسة بريطانية بارزة أُجريت قبل أكثر من عقد وما زالت نتائجها تُستخدم حتى اليوم كمرجع في السياسات التعليمية.

تجربة بريطانية أحدثت جدلاً

بين عامي 2010 و2014، قررت مدرسة ثانوية في المملكة المتحدة تجربة تأخير بدء الدروس من الساعة 8:50 إلى 10:00 صباحاً، حيث كانت النتائج لافتة: انخفضت الغيابات المرضية إلى النصف تقريباً، وسجّل الطلاب تحسنًا في نتائجهم بلغ نحو 12%.

ونُشرت هذه النتائج عام 2017 في مجلة Frontiers in Human Neuroscience، لتفتح الباب واسعاً أمام نقاش لم يتوقف منذ ذلك الحين.

من تجربة محلية إلى نقاش عالمي

لم تبقِ التجربة محصورة في بريطانيا، بل سرعان ما التقطت مدارس في الولايات المتحدة الفكرة، خصوصاً في ولايات مثل مينيسوتا وكولورادو. وعندما تم تأخير بدء اليوم الدراسي إلى ما بعد 8:30 صباحاً، أظهرت النتائج نمطاً مشابهاً: الطلاب حصلوا على 45 إلى 60 دقيقة نوم إضافية، وانخفضت معدلات الغياب والتأخر.

من التوصيات إلى القوانين

هذه النتائج دفعت الهيئات الطبية للتحرك، إذ في عام 2017، أصدرت الأكاديمية الأميركية لطب النوم (AASM) توصية رسمية بضرورة ألا تبدأ الدراسة الثانوية قبل 8:30 صباحاً. وبعد خمس سنوات فقط، تحولت التوصيات إلى تشريع فعلي حين أصبحت كاليفورنيا أول ولاية أميركية تُلزم المدارس الثانوية بتأخير الدوام حتى هذا التوقيت كحد أدنى.