السويد.. رحلة السحر بين الشفق والجزر وأسواق الحكايات
فاطمة الصديقي
عجائب الشمال وحدائق الجزر وأسواق العصور الوسطى، هي بعض ما ينتظرك عندما تقرر أن تكون سائحا وجهتك السويد؛ من ستوكهولم بمبانيها الملونة وأسواق Gamla Stan العتيقة، إلى جزر أرخبيل ستوكهولم التي تنثر آلاف الجزر الخضراء وسط بحر البلطيق، مروراً بجبال لابلاند حيث الشفق القطبي يلوّن السماء ليلاً، وصولًا إلى غوتنبرغ النابضة بالحياة وأسواق السمك ومينائها العريق، لتقدّم هذه البلاد مزيجاً ساحراً من الطبيعة البكر والتاريخ الملكي وروح الحداثة الإسكندنافية. ستوكهولم، عاصمة السويد، هي وجهة سياحية ساحرة تجمع بين عبق التاريخ وروح الحداثة، تقع على بحر البلطيق، مما يمنحها طابعاً جغرافياً مميزاً في شمال أوروبا، ويُضفي على مشهدها الطبيعي زهواً خاصاً بمياهها الزرقاء الصافية والخلابة. تُعرف المدينة بشوارعها المرصوفة بالأحجار ومبانيها الملوّنة التي تعكس جمال العمارة السويدية الفريدة.
تتميز ستوكهولم بتنوعها الثقافي، حيث تحتضن مجموعة من المتاحف الرائعة، مثل متحف فاسا، إلى جانب معالم تاريخية بارزة مثل القصر الملكي. يستطيع الزوار من خلال جولات في المرافق الثقافية استكشاف تاريخ المدينة الغني، بينما تُعد الأسواق المحلية والمطاعم أماكن مثالية لتذوق الأطباق التقليدية. كما تشترك السويد مع الدول الإسكندنافية في تراث ثقافي غني يعكس الفولكلور والموسيقى، مما يجعل من ستوكهولم تجربة فريدة لا تُنسى.
لماذا السويد؟
عوامل عدة تجعل السويد متميزة من بين دول العالم، منها مستوى المعيشة المرتفع حيث توفر للمواطن والمقيم خدمات عديدة، منها نظام تعليم مجاني للجميع. كما تمتاز بتنوع طبيعي من الغابات والبحر والجزر والسواحل، لذا تولي حكومة السويد اهتماماً كبيراً بالبيئة للحفاظ على طبيعتها الخلابة. كما تشتهر بإعادة التدوير لتحقيق التنمية المستدامة، وتشتهر بالابتكارات والاختراعات في مختلف المجالات.
متحف فاسا «Vasa Museum»
متحف فاسا من الوجهات الجميلة ومن أبرز المعالم السياحية في ستوكهولم، فهذا المتحف يحتوي على السفينة الحربية فاسا محفوظة بالكامل بعدما غرقت في عام 1628 بعد دقائق من إبحارها في مياه بحر البلطيق. تم اكتشافها في قاع البحر عام 1961 وتم انتشالها لتكون واحدة من أفضل السفن المحفوظة من القرن السابع عشر.
كما يمكن للسائح استكشاف المنطقة القريبة من المتحف، مرسى اليخوت ذات إطلالة رائعة، ويمكن الجلوس في الحديقة الكبيرة قرب المتحف للاسترخاء والتنزه. كما يمكن للزائر استكشاف المنطقة القريبة حيث المتحف التقليدي ومتحف الفن الحديث والكثير من الأماكن الجميلة التي تُستكشف فيها ثقافة المدينة وتاريخها، والمقاهي والمطاعم القريبة والمطلة على البحر.
القصر الملكي
يعد القصر الملكي أحد أكبر القصور في العالم كجوهرة تتلألأ في قلب ستوكهولم الجميلة، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثالث عشر. تخيل أنك تتجول في أروقة هذا القصر التاريخي تنظر إلى ما خلفه التاريخ السويدي من سيرة، لتروي كل زاوية من زوايا القصر قصص الملوك والمناسبات التي شكّلت تاريخه العظيم في شمال أوروبا. هذا القصر قليل أن يُقال عنه فخم، فهو يتلألأ من الفخامة في تصميمه المعماري الباروكي الذي يتميز بالزخارف المعقدة وأثاث مميز من التصاميم الباروكية والروكوكو بالأخشاب الثمينة والتنجيد الفاخر والتفاصيل الذهبية. هذا القصر ينبض بالحياة، يضم تحفًا فنية وكنوزًا نادرة. فالقصر الملكي وجهة سياحية لتاريخ عظيم للسويد. القصر هو مزيج من مقر رسمي لملك السويد ومقر عمل ويُستخدم لإجراء الاحتفالات الرسمية والمناسبات، وهو أيضاً نصب ثقافي وتاريخي، وهو بالتأكيد مفتوح على مدار العام للجمهور.
تبديل الحراسة.. خيول وعسكر
تعد مراسم تبديل الحراسة في القصر الملكي من الفعاليات التي تجذب السائح، حيث يتم تبديل الحراسة في ساحة القصر يومياً وعادةً يكون في وقت الظهيرة، حيث يجتمع الحرس بأعداد كبيرة وبأزيائهم الرسمية وأسلحتهم سيراً على الأقدام والبعض بصحبة الخيول المدربة. فلهذا الحدث طابع فخم يبدأ بالنشيد الوطني السويدي وعرض عسكري، ومن ثم تبدأ مراسم تبديل الحراسة، وبعدها يخرج الحراس إلى الخارج بعد المراسم مروراً بالمدينة القديمة ومتحف الجيش، ولا ينفك الزائر عن متعة التصوير، فهو مشهد عسكري رائع، وبالتأكيد تجربة لا تُنسى للأعداد العسكرية والخيول والتنظيم الجميل.
متحف فرقة آبا «ABBA»
يعد متحف فرقة آبا السويدية وجهة مثالية لعشاق الموسيقى التي اشتهرت في فترة السبعينيات والثمانينيات وحققت شهرة عالمية بأغانيها المتنوعة. هذا المتحف يمكن استكشاف عالم الفرقة وتجربته بشكل تفاعلي، محبو هذه الفرقة تجدهم في طابور طويل في انتظار الدخول للمتحف. يدرك البعض بأن التنوع الديموغرافي لجمهور آبا لا يعرف جيلًا واحدًا بل أجيالًا تتعاقب في حب هذه الفرقة، وأنا واحدة منهم. فهذا المتحف صُمّم تخليدًا لدورهم الفني، حيث يحتوي المتحف على مجموعة كبيرة من مقتنيات هذه الفرقة من أزياء أصلية وأدواتهم الموسيقية ومعدات التسجيل وصورهم وحتى حقائب السفر والكثير. يتيح المتحف للزائر تجربة الغناء مع الأغاني الشهيرة المختارة. فهذا المتحف يعد جزءاً هاماً من التراث الثقافي السويدي، ولا تزال فرقة آبا من الفرق الملهمة لأجيال التسعينات والألفية لما تتميز به من كلمات وألحان جميلة جعلت من الفرقة أسطورة لن تتكرر.
«كيرنستيد»
«Ericsson Globe» و«SkyView»
هو معلم بارز في ستوكهولم ورمز معماري للمدينة، ويعد أكبر كرة في العالم، يتميز بتصميم فريد على شكل كرة يبلغ قطرها حوالي 110 أمتار، افتُتح عام 1989، حيث يستضيف العديد من الفعاليات والحفلات الموسيقية والمباريات الرياضية، ويحتوي على جندولين زجاجيين يسيران على مسار عمودي بارتفاع 85 متراً يوحي للراكب وكأنه يدخل في مكوك فضاء ويصعد إلى قمة الكرة للاستمتاع بالإطلالات البانورامية الرائعة على المدينة وخاصة عند الغروب لرؤية القلعة الملكية والمتحف الوطني والمدينة القديمة والبحيرات، لتكون تجربة خاصة جميلة لعشاق التصوير.
الحافلة البرمائية.. رحلة
فريدة بين اليابسة والماء
تعد الحافلة البرمائية أو الحافلة العائمة في ستوكهولم واحدة من أكثر التجارب السياحية إثارةً وجاذبيةً في المدينة، تجمع هذه الحافلة بين السير على الطرق المعبدة والإبحار في المياه، مما يوفر للزوار فرصة استكشاف معالم ستوكهولم من منظور مختلف. تبدأ الرحلة على اليابسة، حيث تتجول في شوارع المدينة التاريخية، وتستمتع بجمال العمارة السويدية، ثم فجأةً مع العد التنازلي من المرشد، تتحول الحافلة إلى قارب، ويبدأ بالإبحار في القنوات الخلابة المحيطة بالمدينة، مما يوفر هذا التحول تجربة مثيرة وجميلة مليئة بالتوجس والضحك، حيث يمكنك مشاهدة المعالم السياحية مثل القصور والجزر من زاوية جديدة، تجعل السائح يشعر بروح المدينة وحيويتها، بينما يستمتع بإطلالات مذهلة على المناظر الطبيعية والمائية وخاصة مع الكم الهائل من اليخوت والقوارب الفاخرة، وهي بالتأكيد فرصة لالتقاط الصور من زوايا عديدة.
Gamla Stan.. هنا التاريخ
منطقة صغيرة إلا أنها تحتوي على تاريخ عريق وثقافة، تتميز بأزقتها الضيقة المرصوفة بالأحجار والتي يتطلب لبس أحذية مريحة للمشي فيها، والمحلات الصغيرة والمقاهي. مكان يثير الزائر للتصوير، فهي منطقة تعج بالزوار، توجد بها مبانٍ ناصعة بالألوان الزاهية الجميلة. ويوجد في هذه البلدة ممر يُطلق عليه
Marten Trotzigs Grand وهو أضيق شارع أو ممر في ستوكهولم يتميز بأجوائه الساحرة، حيث تتعانق الجدران الحجرية القديمة. هذا الممر له شعبية كبيرة حيث أصبح مكاناً يقصده الزوار، إذ يتكون من 37 درجة وعرضه لا يتجاوز 90 سنتيمتراً، مما يضفي طابعاً تاريخياً فريداً، ويجعله وجهة مثالية لمحبي الاستكشاف. بجانبه، يزخر السوق القديم بأكشاكه الملونة والمتاجر التقليدية التي تبيع الحرف اليدوية والهدايا التذكارية والمأكولات السويدية الشهية. إن زيارة هذا المكان تعيد الزوار إلى عصور مضت، حيث يمكنهم الاستمتاع بالتاريخ والثقافة السويدية في كل زاوية.
المطبخ السويدي.. ومطاعم حلال
المطبخ السويدي مطبخ تقليدي غني ومتنوع، يتميز بأطباق تعكس روح الثقافة السويدية وتاريخها العريق. من أشهر هذه الأطباق كرات اللحم التي تُقدّم مع صلصة الكريمة والبطاطا المسلوقة والتوت البري، وتشتهر كذلك بفطيرة الجبن السويدي التقليدي ذات النكهة القوية. أما فيما يتعلق بالأطعمة الحلال، فتنوع المطاعم فيها يجذب السياح العرب، حيث تشتهر المطاعم اللبنانية، والمطاعم الإيرانية، والهندية، وغيرها الكثير.
اللغة والعملة والطقس
اللغة الرسمية في السويد هي اللغة السويدية، والعملة الرسمية هي الكرونة السويدية. أما بالنسبة للطقس، فهو محبذ جداً في فصل الصيف، إذ يكون الطقس معتدلاً ودرجة الحرارة تتراوح ما بين 15 إلى 25 درجة مئوية ويكون النهار طويلاً، أما في الشتاء فالطقس بارد حيث تتساقط الثلوج بكثرة ويكون النهار قصيراً.
الكويت بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الكويتية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.