تايلند تبدأ عاماً من الحداد بعد وفاة «الأم سيريكيت» والدة الملك الحالي

خيّم الحزن على تايلاند بعد وفاة الملكة الأم سيريكيت، زوجة الملك الراحل بوميبول أدولياديج ووالدة الملك الحالي فاجيرالونغكورن، عن عمر ناهز 93 عاماً.الملكة التي كانت تحظى بمكانة عالية في قلوب التايلانديين، رحلت بعد مسيرة طويلة من الخدمة العامة والعمل الإنساني، تاركة خلفها إرثاً من الحب والتقدير.

موكب مهيب نحو القصر الكبير

في مشهد مهيب، نُقل جثمان الملكة من مستشفى شولالونغكورن إلى القصر الكبير في بانكوك عبر موكب امتد لمسافة عشرة كيلومترات، تصاحبه دراجات نارية تابعة للحرس الملكي.تجمّع الآلاف على جانبي الطريق، بعضهم يبكي، وآخرون يرفعون صورها ويؤدون التحية أثناء مرور الموكب.وقالت إحدى المواطنات: “أردت أن أودعها للمرة الأخيرة كإحدى بناتها، وكواحدة من أبناء هذا الوطن الذي أحبها بصدق.”

عام كامل من الحداد والاحترام

أعلنت العائلة الملكية أن جثمان الملكة سيريكيت سيسجى في القصر الكبير لمدة عام كامل قبل مراسم الحرق التقليدية.وطلبت السلطات من المواطنين ارتداء الملابس السوداء أو البيضاء والتوقف عن الاحتفالات العامة لمدة 90 يوماً، فيما تحولت شاشات التلفزة والمواقع الإخبارية إلى الأبيض والأسود تعبيراً عن الحداد.

“أمّ الأمة” ورمز للأناقة والتقاليد

ارتبط اسم الملكة الراحلة بلقب “أمّ الأمة”، إذ كرّست حياتها لرعاية الفقراء وحماية البيئة والحفاظ على التراث التايلاندي.خلال ستينيات القرن الماضي، عُرفت أيضاً بأناقتها العالمية، حيث قارنتها وسائل الإعلام الغربية بسيدة أمريكا الأولى آنذاك جاكي كينيدي، لما تمتعت به من حضور راقٍ وأسلوب مميز.

إرث طويل من الحب والاحترام

على مدار عقود، كانت الملكة سيريكيت رفيقة الملك بوميبول في رحلاته داخل وخارج البلاد، حيث قدّما معاً صورة إنسانية للملكية في خدمة الشعب.ورغم ابتعادها عن الأضواء في سنواتها الأخيرة بسبب المرض، بقيت رمزاً للوحدة والرحمة في تايلاند، واسمها سيظل محفوراً في ذاكرة الأمة لأجيال قادمة.