مجلس الأمن يرفض مشروعاً روسياً صينياً لتمديد رفع العقوبات عن إيران

مجلس الأمن يرفض مقترح روسيا والصين بشأن إيررفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار قدّمته موسكو وبكين لتأجيل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، حيث لم يحظَ المقترح إلا بتأييد أربع دول فقط، بينما صوّتت تسع دول ضده وامتنعت دولتان عن التصويت. وبهذا، ستُفعَّل “آلية الزناد” وتُعاد جميع العقوبات عند منتصف الليل بتوقيت غرينتش.

تهديدات إيرانية بتعليق التعاون النووي

قبل ساعات من التصويت، لوّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بوقف الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يتيح للمفتشين الدوليين دخول المواقع النووية الإيرانية. وأكد أن طهران ستعتبر التزاماتها “منتهية” إذا ما استعيدت العقوبات. الاتفاق الذي تم في القاهرة الشهر الماضي سمح بعمليات تفتيش محدودة بعد أشهر من التوتر، خاصة عقب الضربات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في يونيو/حزيران.

العقوبات المرتقبة وأبعادها

تشمل العقوبات حظر الأسلحة، وتقييد الأنشطة النووية والصاروخية، إضافة إلى تجميد عالمي للأصول وقيود على السفر. كما ستفرض قيود واسعة على قطاع الطاقة الإيراني، وهو ما قد يعمّق الأزمة الاقتصادية في البلاد.

فرص دبلوماسية ضائعة

دول أوروبية حاولت تقديم عرض لإيران بتأجيل العقوبات ستة أشهر مقابل خطوات عملية مثل السماح بالتفتيش الكامل ومعالجة المخاوف بشأن اليورانيوم المخصب، لكن المسؤولين الأوروبيين قالوا إن طهران لم تكن مستعدة لتقديم تنازلات.

الموقف الإيراني: الاستعداد لأي سيناريو

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد أن بلاده “مستعدة لأي سيناريو”، وأنها ستعيد صياغة سياساتها الاقتصادية والدبلوماسية. ورغم ذلك أعرب عن أمله في أن تسود الدبلوماسية. أما عراقجي فاتهم الولايات المتحدة بممارسة “الإملاءات” وأكد أن طهران قدمت مقترحات للحوار لم تجد آذاناً صاغية.

الموقف الإسرائيلي والتحذيرات الدولية

من على منصة الأمم المتحدة، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من السماح لإيران بإعادة بناء برنامجها النووي، مشيراً إلى أن الضربات المشتركة مع الولايات المتحدة في يونيو/حزيران “أزالت تهديداً وجودياً”. وطالب بإعادة فرض العقوبات فوراً.

اتفاق نووي جديد مع روسيا

بموازاة ذلك، أعلنت طهران عن توقيع اتفاق مع موسكو بقيمة 25 مليار دولار لبناء أربع محطات نووية في محافظة هرمزان جنوب البلاد، بقدرة إنتاجية تبلغ 1255 ميغاوات لكل محطة. يأتي ذلك ضمن خطط أوسع لتشييد ثماني محطات نووية، وفق ما كشف عنه رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي.

تداعيات اقتصادية متوقعة

عودة العقوبات ستفاقم الضغوط على الاقتصاد الإيراني، الذي يعاني منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018. فقد تراجعت قيمة العملة المحلية وارتفع التضخم بشكل حاد، ومن المرجح أن يعمّق الوضع الجديد أزماته الاقتصادية والإنسانية.