البرازيل «تتهم» واشنطن بـ«إهانة» رعاياها المرحّلين وتطالب بتفسير

أعربت البرازيل عن استيائها العميق مما وصفته بـ”المعاملة المهينة” لمواطنيها أثناء ترحيلهم من الولايات المتحدة، وطالبت واشنطن بتوضيحات بشأن الظروف القاسية التي تعرضوا لها.

وقالت صحيفة “لو فيغارو” إن هذه المعاملة شملت تقييد المهاجرين، ومنعهم من الحصول على الماء واستخدام المرافق الأساسية، مثل: دورات المياه، ولا سيما مع وجود أطفال، من بينهم من يعانون إعاقات.

معاملة مهينة

وأشارت الصحيفة إلى أن الحادثة المثيرة للجدل وقعت في قاعدة “فورت بليس” بولاية تكساس في الـ23 من يناير/ كانون الثاني 2025؛ ما سلط الضوء على ما وصفته البرازيل بـ”المعاملة المهينة” للمهاجرين خلال عمليات الترحيل.

ووفقًا لوزارة الشؤون الخارجية البرازيلية، كان على متن الطائرة التي غادرت من الولايات المتحدة 88 من رعاياها.

وقال أحد المهاجرين، إدغار دا سيلفا مورا، وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات يبلغ من العمر (31 عامًا)، لوكالة “فرانس برس”: “في الطائرة لم يقدموا لنا الماء، كنا مقيدي اليدين والقدمين، ولم يسمحوا لنا حتى باستخدام الحمام”. وأضاف أنه بسبب الحرارة الشديدة، تعرض بعض المهاجرين للإغماء.

من جانبه، وصف لويس أنطونيو رودريغيس سانتوس، العامل المستقل البالغ من العمر 21 عامًا، الأوضاع بأنها “كابوس” قائلًا، إنه خلال الرحلة كان بعض المهاجرين يعانون مشاكل في التنفس، واضطروا إلى تحمل أربع ساعات من السفر في جو خانق بسبب تعطل التكييف.

أطفال وذوو إعاقة

وكشفت وزيرة حقوق الإنسان البرازيلية، ماكاي إيفاريستو، أن الطائرة كانت تحمل أيضًا أطفالًا يعانون التوحد وإعاقات أخرى، حيث تعرضوا لظروف قاسية.

وردًا على ذلك، طالبت وزارة العدل البرازيلية السلطات الأمريكية بإزالة الأصفاد فور وصول الطائرة إلى ماناوس، منددة بـ”احتقار واضح للحقوق الأساسية”.

وأكدت الحكومة البرازيلية أن “كرامة الإنسان” تعتبر مبدأً أساسيًّا لا يمكن التفاوض عليه في أي حال.

اتفاق ثنائي مستمر

وفيما يتعلق بالترحيل، أوضحت البرازيل، أن هذه العملية لا ترتبط مباشرة بسياسة الهجرة الجديدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد توليه منصبه في الـ20 من يناير/ كانون الثاني، بل هي جزء من اتفاق ثنائي بين الولايات المتحدة والبرازيل تم توقيعه في 2017، وما زال ساريًا.

وأكدت الصحيفة أن الحادثة الأخيرة تبرز التوترات المتزايدة بين البلدين في وقت يواصل فيه ترامب تنفيذ سياسته الصارمة تجاه المهاجرين.

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ توليه منصبه، كان ترامب وعد بـ”أكبر برنامج ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة”.

وأشارت “لو فيغارو” إلى أن البيت الأبيض أعلن هذا الأسبوع عن اعتقال مئات المهاجرين غير الشرعيين، لافتة إلى أن هذه الترحيلات تتم الآن باستخدام الطائرات العسكرية، وهو ما يعكس زيادة في استخدام القوة في تنفيذ هذه العمليات.

كما رُحل 265 مهاجرًا من الولايات المتحدة إلى غواتيمالا يوم الجمعة، بينما تم ترحيل آخرين إلى المكسيك، رغم أن السلطات المكسيكية أظهرت تحفّظات بشأن التعاون المباشر مع واشنطن في هذا السياق.