«يديعوت-أحرونوت»:-الاعترافات-بالدولة-الفلسطينية-هزيمة-غير-مسبوقة-لإسرائيل

«يديعوت أحرونوت»: الاعترافات بالدولة الفلسطينية هزيمة غير مسبوقة لإسرائيل

شهدت إسرائيل في مؤتمر فرنسي سعودي بالأمم المتحدة هزيمة دبلوماسية غير مسبوقة بعد أن اعترفت تسع دول جديدة بحق الفلسطينيين في إقامة دولة، في تحرك يُبرز تضاعف العزلة الدولية لإسرائيل منذ هجوم حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ووفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن ما كان يُنظر إليه سابقا على أنه مسألة رمزية بات الآن تحذيرا صريحا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه خيارات معقدة بين الرد الانتقامي وبين الحفاظ على علاقته غير المستقرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تآكل التحالفات الدولية

شهد المؤتمر الدولي دعما غير متوقع من الديمقراطيات الغربية، بما في ذلك فرنسا، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، وإسبانيا، لتوسيع نطاق الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

هذا التحول لم يعد يقتصر على الدول العربية أو دول عدم الانحياز، بل بات يشمل القوى الليبرالية التي تحمل وزنا رمزيا وأخلاقيا على الساحة الدولية.

ومع الاعتراف الحالي، تواجه إسرائيل واقعا دبلوماسيا جديدا بعد أن اعترفت 153 دولة رسميا بفلسطين، في انهيار شبه كامل لعقود من الجهود الإسرائيلية لمنع هذا الاعتراف.

كما زادت الأحداث الأخيرة في الدوحة، التي شملت محاولة اغتيال قيادات حماس، وتصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التي وصفت إسرائيل بـ”إرهاب الدولة”، من التوترات وأكدت الحاجة إلى إعادة تقييم الاستراتيجيات الإسرائيلية.

ومثّل دعم فرنسا للسعودية في تنظيم المؤتمر تحديا متوازنا للعلاقات المتوترة مع ترامب؛ ما أضاف أبعادا سياسية إضافية للحدث.

الضغوط العالمية على إسرائيل

على الرغم من أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يغير الواقع على الأرض للفلسطينيين في رام الله أو نابلس، إلا أن رمزيته كانت قاسية على إسرائيل.

شكّل التصفيق الحار الذي تلقاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمبعوث الفلسطيني في نيويورك صورة إدانة ضمنية لإسرائيل وفشلها في تقديم رؤية بديلة للمنطقة.

تواجه إسرائيل تحديا ملحا في إنهاء حرب غزة بسرعة لتجنب تعميق العزلة. استمرار القتال قد يؤدي إلى مقاطعات دولية واحتجاجات، وربما ملاحقات قانونية وحوادث معادية للسامية عالميا.

وفي الوقت نفسه، لا يزال دعم ترامب قائما، لكنه غير مضمون؛ وهو ما يجعل إسرائيل غير قادرة على المخاطرة بالكامل بالاعتماد على واشنطن في صياغة استراتيجيتها للرد.

تتراوح التوقعات الإسرائيلية بين فرض إجراءات دبلوماسية عقابية ضد فرنسا والسلطة الفلسطينية، إلى سيناريوهات أكثر جذرية مثل حل السلطة الفلسطينية كليا، مع احتمالية أن يتم تبني رد حازم بهدف ردع المزيد من الاعترافات وطمأنة الجمهور المحلي، حتى لو تآكلت قدرة إسرائيل على فرض نفوذها دبلوماسيا.

المناورة الإسرائيلية والدروس المستفادة

رغم الضغوط، نجحت إسرائيل في التخفيف من تأثير الاعترافات على المستوى العملي عبر ربط بعض الدول بإطلاق سراح الرهائن ونزع سلاح حماس، كما تمكنت من إقناع فنلندا ونيوزيلندا واليابان بالتراجع عن الاعتراف.

وقاومت بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وإيطاليا والمجر، بالإضافة إلى الأرجنتين، الاعتراف لأسباب متنوعة، تشمل الحذر التاريخي والسياسة الداخلية.

في الوقت نفسه، سعت حكومة نتنياهو إلى حشد المعارضة الدولية، من خلال لقاءات وزير الخارجية جدعون ساعر مع شخصيات معارضة في أستراليا وكندا والمملكة المتحدة، محاولًا استغلال نقاط الخلاف بين الحكومات الدولية حول الاعتراف.

في النهاية، الهزيمة كانت سياسية ورمزية أكثر من كونها عملية، لكنها وضعت إسرائيل في موقف ضعف ملحوظ، وأظهرت الحاجة الملحة لاستراتيجية دبلوماسية جديدة، متماسكة، ومستقلة عن دعم واشنطن غير المؤكد.

ورغم كل العقبات، لم تهتز إسرائيل بالكامل، لكنها تواجه الآن تحديا لإعادة رسم موازين القوى على المستوى الدولي، وسط عالم يزداد تضامنا مع القضية الفلسطينية.

الكويت بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الكويتية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك