استئناف عمل بعض المخابز في غزة بعد دخول كميات قليلة من الدقيق

بدأت عدة مخابز مدعومة من قبل برنامج الأغذية العالمي العمل مجددًا في جنوب قطاع غزة، بعد دخول كميات محدودة من الدقيق إلى القطاع، وذلك في ظل أوضاع إنسانية متدهورة نتيجة استمرار الأزمة الغذائية الحادة.

وأوضح أحد أصحاب المخابز في جنوب القطاع أن كميات من الدقيق دخلت مؤخرًا ما مكّن عدداً من المخابز من استئناف العمل بعد توقف دام لأكثر من شهرين بسبب شح الإمدادات وتعطّل سلاسل التوريد بفعل الحصار المفروض على القطاع. وأضاف أن هذا الاستئناف لا يشمل حتى الآن مخابز شمال غزة، التي لا تزال تعاني من انقطاع تام في المواد الأساسية، وفي مقدمتها الدقيق.

ويُذكر أن المخابز المدعومة كانت تساهم بتوفير الخبز للمواطنين بأسعار رمزية في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ما خفف من وطأة الأزمة الإنسانية التي يعيشها آلاف الفلسطينيين، خاصة من فئة النازحين الذين تضرروا بشدة منذ اندلاع التصعيد في السابع من أكتوبر 2023.

وخلال زيارة ميدانية، شدد أحد ممثلي برنامج الأغذية العالمي على أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات حرجة تتطلب تدخلاً عاجلاً لضمان استمرار تدفق المساعدات الغذائية والإنسانية، مع التأكيد على ضرورة تعاون المجتمع الدولي وفتح المعابر بشكل دائم لتأمين إيصال الإمدادات إلى من هم بأمس الحاجة إليها.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن في السادس من أبريل الماضي توقف 25 مخبزًا مدعومًا عن العمل بسبب نقص الوقود والدقيق، في ظل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية. وأشار البرنامج في وقت لاحق إلى أنه استنفد آخر مخزوناته الغذائية بحلول نهاية أبريل، ما فاقم من حجم المعاناة في القطاع.

في سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن دخول 87 شاحنة مساعدات مؤخراً، وهي أول دفعة تصل منذ أكثر من 80 يومًا، موضحًا أن القطاع بحاجة إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا لتلبية الحاجات الإغاثية والطبية واللوجستية، إلى جانب 50 شاحنة وقود لضمان استمرار الخدمات الأساسية.

ويواجه سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، أزمة إنسانية غير مسبوقة، في ظل إغلاق المعابر واستمرار تقييد دخول المساعدات، ما تسبب في تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي وارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية، بحسب بيانات الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية الدولية.