حصاد-أسبوع-من-المواجهات-العسكرية-بين-إسرائيل-وإيران

حصاد أسبوع من المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران

محرر الشؤون الدولية

  • اتساع غير مسبوق للمواجهة وتحول نوعي في طبيعة الضربات
  • إسرائيل أعلنت عن تدمير ٪40 من منصات الصواريخ الإيرانية
  • تل أبيب قصفت 1100 هدف داخل إيران بمشاركة 200 طائرة
  • إيران أطلقت أكثر من 400 صاروخ باليستي و1000 طائرة مسيرة
  • 600 قتيل و1300 جريح بإيران بينهم عسكريون وعلماء نوويون
  • مقتل 25 إسرائيلياً و800 جريح و18 ألف بلاغ بأضرار للممتلكات
  • التسوية والتهدئة والتصعيد وتغيير النظام أبرز سيناريوهات الصراع
  • الأيام المقبلة حاسمة ستشهد اختراقاً دبلوماسياً أو تطور النزاع القائم

دخلت المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل يومها السابع، مع اتساع غير مسبوق في نطاق المواجهة وتحول نوعي في طبيعة الضربات المتبادلة؛ وبعد مرور أسبوع من بدء الصراع، تواصل إسرائيل شن الغارات والهجمات على مناطق إيرانية عدة، مستهدفة مواقع عسكرية، ومنصات إطلاق صواريخ، وعدة مواقع اقتصادية ونفطية فضلاً عن منشآت نووية، فيما أطلق الجيش الإيراني، أمس، المرحلة السادسة من هجوم الطائرات المسيرة الانتحارية ضد إسرائيل، وأعلن الحرس الثوري أمس، عن البدء في مرحلة جديدة من الهجمات المركبة ضد إسرائيل، ليكشف رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، شلومي بيندر، عن اغتيال 30 قائداً إيرانياً.

من حروب الظل للمواجهة

ففي الثالث عشر من يونيو 2025، بدأ النزاع بهجوم جوي إسرائيلي واسع النطاق استهدف ما وصفه الإسرائيليون بـ«قلب البرنامج النووي الإيراني» والبنية الصاروخية، مدعين أن هذه العملية ضرورية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، لترد طهران بسرعة غير مسبوقة، بإطلاق وابل من الصواريخ الباليستية مباشرة من الأراضي الإيرانية نحو مدن إسرائيلية، في سابقة تاريخية.

وأعلنت إسرائيل تدمير نحو 40% من منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، وأفاد متحدث عسكري إسرائيلي، بأن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت مئات الطلعات الجوية قصفت خلالها أكثر من 1100 هدف داخل إيران، منذ بدء الهجمات صباح يوم الجمعة الماضي، شاركت فيها قرابة 200 طائرة حربية من طرازات مختلفة. إضافة إلى استهداف مراكز القيادة والسيطرة التي تنسق الهجمات الجماعية، في حين أفادت منظمة حقوقية إيرانية بمقتل ما يقرب من 600 شخص.

بالمقابل أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ باليستي، إلى جانب ما لا يقل عن 1000 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، فيما تم اعتراض قرابة 800 مسيرة إيرانية قبيل اقترابها من الأجواء الإسرائيلية، ما أدى إلى سقوط حوالي 838 مصاباً، إضافة إلى إجلاء 5 آلاف من منازلهم جراء صواريخ إيران، بينما يظل عدد القتلى غير واضح في ظل تعتيم إعلامي تفرضه إسرائيل على أرقام خسائرها خاصةً البشرية منها.

تصاعد العمليات بوتيرة خطيرة

وخلال الأيام الستة التالية، تصاعدت العمليات العسكرية بوتيرة خطيرة، موقعة خسائر فادحة بين المدنيين والبنية التحتية لكلا الطرفين، حيث استهدفت إسرائيل منشآت نووية إيرانية مثل نطنز وأراك، وقواعد عسكرية ومراكز قيادة في طهران ومدن أخرى. في المقابل، أطلقت إيران أول دفعة من صواريخها الباليستية، التي أصابت أهدافاً مدنية في بات يام وحيفا، موقعة قتلى وجرحى. في اليومين الثاني والثالث «14-15 يونيو»، كثفت إسرائيل غاراتها على طهران ومحيطها، مستهدفة مخازن صواريخ ومنشآت نفط وغاز إيرانية، كما أعلنت عن مقتل اللواء محمد كاظمي، رئيس استخبارات الحرس الثوري. ردت إيران بمزيد من الهجمات الصاروخية المكثفة، مما أدى إلى تدمير بناية سكنية في طهران ومقتل 60 مدنياً، وسقوط صواريخ على مدن إسرائيلية.

في اليومين الرابع والخامس «16-17 يونيو»، استهدفت إسرائيل هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وأعلنت سيطرتها على المجال الجوي الإيراني بعد تدمير مطارات ومنصات صواريخ. رداً على ذلك، أطلقت إيران ما وصفته بـ«أكبر وابل صاروخي» بما في ذلك صواريخ فرط صوتية من طراز «فاتح-1» ضمن «عملية الوعد الصادق 3». بالتزامن، قدمت الولايات المتحدة دعماً لوجستياً لإسرائيل بإرسال طائرات تزود بالوقود وحاملة طائرات للمنطقة. في اليوم السادس (18 يونيو)، واصلت إسرائيل ضرباتها على مواقع الصواريخ ومخازن الأسلحة في غرب إيران، ودمرت 5 مروحيات عسكرية. في المقابل، أطلقت إيران دفعات صاروخية جديدة باستخدام صواريخ فاتح-1، بينما لجأ مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الملاجئ.

الخسائر البشرية والمادية

تكبد الطرفان خسائر كبيرة. على الجانب الإيراني، أعلنت وزارة الصحة مقتل 224 شخصاً على الأقل بحلول 16 يونيو، 90% منهم مدنيون، وارتفع العدد إلى حوالي 600 قتيل وأكثر من 1300 جريح بحلول 18 يونيو، بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون. وتعرض البرنامج النووي الإيراني لشلل شبه كامل، حيث دُمرت أو أُعطبت جميع أجهزة الطرد المركزي العاملة في نطنز «حوالي 15 ألف جهاز»، ودُمرت منشأتان لتصنيع مكونات الطرد المركزي، وقُصف مفاعل أراك للمياه الثقيلة. كما دُمرت مراكز قيادة عسكرية وأمنية، وقواعد جوية ومخازن صواريخ.

اقتصادياً، تسببت الضربات في حرائق بمنشآت النفط والغاز، وارتفاع أسعار النفط عالمياً، وأزمة وقود ونقص في مواد غذائية أساسية، وهجمات سيبرانية شلت بنوكاً وأنظمة دفع، وانقطاع شبه كامل للإنترنت. نزح عشرات الآلاف من المدنيين عن طهران.وعلى الجانب الإسرائيلي، قُتل نحو 25 إسرائيلياً، وأصيب أكثر من 800 بجروح متفاوتة بحلول 18 يونيو. وتضررت أحياء سكنية في تل أبيب وحيفا وسُجل أكثر من 18 ألف بلاغ أضرار للمنازل والمركبات والممتلكات. وقدرت تكلفة الأضرار المادية المباشرة بحوالي 1.5 مليار دولار، وأدت الهجمات إلى نزوح مؤقت لحوالي 3800 إسرائيلي، وإغلاق مدارس وجامعات، وتعطل مطار بن غوريون وميناءي حيفا وأشكلون. عسكرياً، وأرهقت منظومات الدفاع الصاروخي الإسرائيلية «حيتس، القبة الحديدية»، وظهر نقص مقلق في مخزون صواريخ اعتراض «حيتس».

وتُظهر البيانات التفصيلية للخسائر أن المدنيين هم الضحايا الرئيسيون على كلا الجانبين، مع نسبة عالية من الضحايا المدنيين في إيران. الأضرار الاقتصادية والبنية التحتية تؤثر مباشرة على حياة المواطنين العاديين، مما يتجاوز الخسائر العسكرية المعتادة في الصراعات السابقة. وهذه الكلفة البشرية والاقتصادية الباهظة على المدنيين قد تزيد من الضغط الداخلي على القيادات في كلا البلدين لوقف القتال، أو على العكس، قد تؤدي إلى تأجيج الغضب الشعبي وتصعيد المطالب بالانتقام، مما يجعل مسار الحرب غير قابل للتنبؤ.

المواقف الإقليمية والدولية

أحدثت المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب صدمة دبلوماسية عالمية، نظراً لخطر انفلات زمام الحرب إلى نزاع إقليمي أوسع.- الولايات المتحدة: وقفت واشنطن بقوة إلى جانب إسرائيل، مؤكدة حقها في الدفاع عن النفس، وقدمت مساعدة غير مباشرة في اعتراض الصواريخ الإيرانية. الرئيس ترامب وجه تحذيرات شديدة اللهجة لإيران، لكنه ألمح أيضاً إلى إمكانية التوصل لاتفاق لوقف الحرب، وفرضت إدارته عقوبات إضافية، وأرسلت تعزيزات عسكرية للمنطقة، مع بقاء خيار التدخل العسكري المباشر مفتوحاً، رغم معارضة 60% من الأمريكيين للتدخل.- أوروبا والدول الغربية: دعت معظم العواصم الأوروبية لوقف فوري لإطلاق النار والحلول الدبلوماسية. ألمانيا أكدت دعمها لأمن إسرائيل، لكنها حثت على تجنب استهداف المدنيين. ولعبت فرنسا دوراً دبلوماسياً نشطاً، مقترحة مبادرة أوروبية لإنهاء الحرب، وانتقدت «عدم تناسب» بعض الضربات الإسرائيلية.- روسيا والصين: اتخذتا موقفاً حذراً، دعتا لوقف الأعمال العدائية وعرضتا التوسط. الرئيس الروسي بوتين اقترح إطار اتفاق أمني إقليمي. الصين أبدت قلقاً خاصاً على سلامة المنشآت النووية الإيرانية.- الدول الإقليمية العربية والإسلامية: قامت قطر وعُمان قامتا بجهود وساطة نشطة، ودعت السعودية لضبط النفس، وعرضت نفوذها لوقف إطلاق النار. وأدانت الإمارات والبحرين الهجمات، وحضتا على ضبط النفس، وحذرت مصر من تدهور أمن المنطقة، أما تركيا فنددت بالضربات الإسرائيلية، وعرضت استضافة قمة إسلامية. وأدانت الجامعة العربية «الاعتداءات المتبادلة على المدنيين»، فيما دعا مجلس التعاون إلى حل الخلافات بالوسائل السلمية مؤكداً موقفه المحايد.- الأمم المتحدة والمنظمات الدولية: ناشد الأمين العام للأمم المتحدة الطرفين «وقف الجنون»، وعقد مجلس الأمن الدولي جلسات طارئة، وعبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها من استهداف المنشآت النووية، والمنظمة البحرية الدولية ناقشت تهديدات الملاحة.وتواجه القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة، تحدياً في الموازنة بين دعم «إسرائيل» والحاجة الملحة لاحتواء النزاع. فيما تحاول الدول الأوروبية وروسيا والصين حل الصراع بالوسائل الدبلوماسية، لكن الانقسام في مجلس الأمن يحد من فعاليتها. وهذا التوازن الدقيق قد يمنح الطرفين المتحاربين مساحة للمناورة والاستمرار في القتال، حيث لا يوجد ضغط دولي موحد وكافٍ لإجبارهم على وقف فوري لإطلاق النار.

الدوافع والسيناريوهات المستقبلية

تختلف الروايات بشكل جذري بين الجانبين، فترى إسرائيل أن هجومها وقائي لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مدعية أن طهران بلغت «نقطة اللاعودة» في التخصيب، وامتلكت برنامجاً سرياً. وقد أعلن رئيس الوزراء نتنياهو أن فشل الدبلوماسية «مهلة 60 يوماً» اضطر إسرائيل للتحرك. في المقابل، تعتبر إيران الضربة الإسرائيلية «عدواناً غادراً» يهدف لإفشال أي حل دبلوماسي، وتتبنى طهران نهج «الرد المكافئ» لردع إسرائيل وتأسيس معادلة ردع جديدة، وكسر «أسطورة إسرائيل التي لا تُقهر». كما يُنظر إلى الحرب كفرصة لـ»توحيد الجبهة الداخلية» وصرف الانتباه عن المشاكل الاقتصادية.ويطرح المحللون جملة من السيناريوهات، هي:- التهدئة المشروطة «وقف إطلاق نار تفاوضي»: يعتمد هذا السيناريو على وقف متبادل لإطلاق النار بضغوط دولية، يليه دخول فوري في مفاوضات مكثفة حول البرنامج النووي الإيراني وترتيبات الأمن الإقليمي. يتطلب هذا تنازلات من إيران «قيود نووية أكثر صرامة» مقابل إنهاء الضربات الإسرائيلية، وربما الحصول على ضمانات أمنية.- التصعيد الإقليمي: في حال فشل الجهود الدبلوماسية، قد تنزلق الحرب إلى مواجهة أطول وأكثر دموية تمتد لجبهات جديدة عبر تفعيل حلفاء إيران الإقليميين «مثل حزب الله والميليشيات في العراق وسوريا والحوثيين». وسيحول التدخل الأمريكي المباشر، النزاع إلى مواجهة أوسع نطاقاً، لتشمل المخاطر مواجهة نووية، كارثة بيئية، وأزمة اقتصادية عالمية بسبب ارتفاع أسعار النفط.- تغيير النظام أو القيادة: قد تؤدي الضربات الإسرائيلية الموجعة والضغوط الاقتصادية إلى إضعاف قبضة النظام الإيراني وتحفيز احتجاجات داخلية لإسقاطه. على الجانب الآخر، قد تؤدي الخسائر واستمرار الحرب إلى تساؤلات حول مسؤولية القيادة في إسرائيل، مما قد يدفع خصوم نتنياهو للمطالبة بتنحيه.- تسوية محدودة «لا منتصر ولا مهزوم»: يرى بعض الخبراء أن الطرفين قد يصلان إلى نقطة إنهاك عسكري متبادل تدفعهما للقبول بوقف القتال دون حسم واضح، ثم تجميد النزاع بضمانات أممية. هذا الحل يبقى هشاً؛ لأنه لا يعالج جذور الصراع بل يؤجله.

المنطقة بمفترق طرق

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، تستمر أصوات الانفجارات وصفارات الإنذار في كلٍ من طهران وتل أبيب، مما يؤكد استمرار النزاع، وتمثل هذه الحرب أخطر مواجهة مباشرة في الشرق الأوسط الحديث بين دولتين بهذا الثقل، ويدفع المدنيون الثمن الأكبر، وستكون الأيام القليلة المقبلة حاسمة: إما أن نشهد اختراقاً دبلوماسياً يوقف دوامة العنف، أو يتطور النزاع في منحى خطير يجعل المنطقة بأسرها على صفيح ساخن.

الكويت بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الكويتية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك