«الناتو» يطلق عملية «الحارس الشرقي» وتنشر مقاتلات في بولندا

أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الجمعة، عن إطلاق مهمة دفاعية جديدة تحت اسم “الحارس الشرقي” لتعزيز دفاعات أوروبا الشرقية، وذلك بعد اختراق مسيّرات روسية للأجواء البولندية في حادثة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. ووصف الأمين العام للحلف، مارك روته، الحادث بأنه “متهور وغير مقبول”، مؤكداً أن الحلف لن يسمح بتكرار انتهاك أجواء أعضائه.

ردود بولندية حازمة

اعتبرت وارسو أن الحادث محاولة روسية لاختبار جاهزية بولندا والناتو. وردّت الحكومة البولندية سريعاً عبر إسقاط المسيّرات، كما رفضت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي لمح فيها إلى أن الاختراق قد يكون “خطأً غير مقصود”. وقال وزير الخارجية البولندي لوكالة رويترز إن بلاده تأمل أن تتحرك واشنطن لإظهار التضامن.

وفي موقف نادر، كتب رئيس الوزراء دونالد توسك على منصة “إكس”: “نتمنى أن يكون هجوم المسيّرات خطأ… لكنه لم يكن كذلك، ونحن نعلم ذلك”.

مشاركة واسعة من الحلفاء

تشمل العملية الجديدة نشر أصول عسكرية إضافية، من بينها مقاتلات “إف-16” وفرقاطة من الدنمارك، وثلاث طائرات رافال من فرنسا، وأربع مقاتلات يوروفايتر من ألمانيا، فيما أكدت بريطانيا أنها ستعلن مساهمتها قريباً. وأكد القائد الأعلى لقوات الحلف في أوروبا، الجنرال الأمريكي أليكسوس غرينكيفيتش، أن الناتو مستعد للدفاع عن “كل شبر من أراضيه”.

انقسامات عبر الأطلسي

الحادثة أثارت تساؤلات حول قدرة الناتو على التعامل مع هجمات مكثفة بطائرات مسيّرة، شبيهة بما تشهده أوكرانيا منذ 2022. كما أبرزت حالة من التوتر بين بولندا وترامب، في وقت يأمل فيه الأوروبيون تنسيق العقوبات مع واشنطن، لكن ذلك لم يحدث منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

روسيا: لم نستهدف بولندا

من جهتها، قالت موسكو إن قواتها كانت تستهدف مواقع في أوكرانيا ولم يكن هناك نية لضرب أهداف داخل بولندا. فيما صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن المفاوضات مع كييف “متوقفة”، متهماً الأوروبيين بعرقلة مسار السلام، ومؤكداً أن الناتو “أداة للمواجهة لا للسلام”.

استدعاءات دبلوماسية وتصعيد متبادل

رداً على الحادثة، استدعت ألمانيا وفرنسا السفيرين الروسيين في برلين وباريس، فيما استدعى الاتحاد الأوروبي القائمين بالأعمال لروسيا وبيلاروس في بروكسل. في المقابل، بدأت موسكو مع مينسك مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق شملت البحرين البلطيق والبارنتس.

قلق أوروبي متزايد

الحادث أعاد إلى الواجهة مخاوف أوروبا من تصاعد الحرب، وسط إصرار موسكو على المضي في عملياته العسكرية، وتباين المواقف عبر الأطلسي بشأن الرد الأمثل. ويرى مراقبون أن الحادث قد يعزز الدعوات الأوروبية لزيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز الاستقلالية العسكرية عن الولايات المتحدة.