أوكرانيا و«الناتو»: إسقاط مسيرات روسية في بولندا وإغلاق 4 مطارات

أعلن رئيس وزراء بولندا دونالد توسك اليوم الأربعاء 10 سبتمبر أنه تحدث إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، بعد دخول أكثر من 12 طائرة بدون طيار المجال الجوي البولندي خلال الهجمات الروسية على أوكرانيا، مؤكداً أن الدفاعات الجوية البولندية أسقطت ثلاث مسيّرات على الأقل.

وقال توسك في منشور عبر منصة “إكس”: “لقد أبلغت الأمين العام للناتو بالوضع الراهن والإجراءات التي اتخذناها ضد الأجسام التي انتهكت مجالنا الجوي. ونحافظ على اتصال دائم”.

اجتماعات طارئة في وارسو

ذكرت وزارة الدفاع أن جميع الوزارات المسؤولة عن أمن البلاد ستشارك في اجتماع طارئ لبحث التطورات. كما أعلن الرئيس كارول ناوروكي أنه تلقى إحاطة من القوات المسلحة، وسيترأس قريباً اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، مشدداً على أن “أمن بلدنا هو الأولوية القصوى ويتطلب تعاونا وثيقاً”.

وأضاف توسك أن بولندا مستعدة للرد على أي استفزازات روسية، قائلاً: “نواجه استفزازاً واسع النطاق ومستعدون لصد مثل هذه الاستفزازات. الوضع خطير ويتطلب الاستعداد لمختلف السيناريوهات”.

دور الناتو في اعتراض المسيّرات

أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن دفاعاته الجوية ساهمت في التصدي للمسيّرات التي اخترقت المجال الجوي البولندي، وأوضحت المتحدثة باسم الحلف أليسون هارت أن “الأمين العام على تواصل مع القيادة البولندية، والناتو يتشاور مع وارسو بشكل وثيق”. وأضافت أن سفراء الحلف ناقشوا صباح الأربعاء كيفية الرد على هذه الانتهاكات.

إدانات أوروبية

ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بانتهاك المسيّرات الروسية المجال الجوي البولندي، داعياً موسكو إلى “وقف التصعيد والهروب إلى الأمام”. فيما كتبت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن “ما حدث أخطر انتهاك منذ بدء الحرب”، مشيرة إلى أن المؤشرات تفيد بأنه “كان متعمداً”.

استدعاء الدبلوماسي الروسي

استدعت وارسو القائم بالأعمال الروسي أندري أورداش، الذي أوضح أن بولندا لم تقدم أي دليل على أن المسيّرات روسية الأصل، ملمحاً إلى احتمال انطلاقها من أوكرانيا. أما الكرملين، فعبر المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، عن رفضه للاتهامات، قائلاً: “الغرب يتهم روسيا يومياً بالاستفزازات من دون تقديم أي أدلة”.

وفي ختام اليوم، أعلن توسك أن بولندا رصدت 19 طائرة مسيرة خلال الليل، معظمها قادم من بيلاروسيا، فيما أكدت الشرطة المحلية العثور على بقايا مسيّرات وصاروخ داخل البلاد.

خلفية الحوادث السابقة

هذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها بولندا موسكو بانتهاك مجالها الجوي. ففي أواخر 2022، سقطت قذائف قرب الحدود مع أوكرانيا، ما أدى إلى مقتل شخصين، قبل أن تكشف التحقيقات لاحقاً أن مصدرها كان على الأرجح أوكرانياً.