الكويت… وجهة سياحية مميزة تنبض بتاريخها وتزهو بحاضرها
• 10 معالم من عشرات تكشف سحرها وتجذب زوارها
ناجح بلال
على ضفاف الخليج العربي، حيث يلتقي البحر بالصحراء وتتناغم زرقة الموج مع رمالٍ بلون الذهب، تقف الكويت شامخةً بين ماضٍ مجيدٍ وحاضرٍ يزهو بالنهضة والانفتاح.
وتتميز بموقعٍ جغرافيٍ استثنائيٍّ وواجهةٍ بحريةٍ تمتد قرابة 500 كيلومتر، منحاها عبر التاريخ دوراً محورياً كمرفأ للتجارة ومركز للتواصل الحضاري، ومنحاها في الحاضر بريقاً سياحياً واقتصادياً متجدداً.
وتحتضن الكويت مرافق سياحية تجمع بين عبق الماضي وملامح النهضة العمرانية التي رافقت اكتشاف النفط، لتغدو اليوم إحدى أبرز الدول الخليجية في التنمية والثقافة والحياة العصرية.
وفي العهد الإصلاحي الجديد، تولي الحكومة أهمية كبرى لتنشيط السياحة وتنويع مصادر الدخل، لتكون الكويت وجهةً لمواطنيها والمقيمين فيها، وللزوار من الدول الخليجية والعربية والأجنبية.
وقد رسّخت الكويت حضورها على الخريطة السياحية العالمية بفوزها برئاسة اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية، إلى جانب عضويتها في لجنة وثائق التفويض للمرة الأولى منذ تأسيس المنظمة عام 1975، ما يعكس ثقة العالم في دورها القيادي في صياغة مستقبل السياحة بالمنطقة.
كما تواصل الحكومة دعمها للشراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الاستثمار في الضيافة والترفيه، وجعل السياحة الكويتية أحد محركات الاقتصاد الوطني.
تأشيرات مرنة… و”فيزت كويت”
ولعل أبرز الخطوات الحديثة المتمثلة في قرارات النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف بمنح تسهيلاتٍ جديدة في نظام التأشيرات السياحية، تؤسس لمرحلةٍ جديدة من الانفتاح السياحي وتشجّع الزائر الخليجي والعربي والدولي على خوض التجربة الكويتية بثقةٍ وسهولة.
كما تستعد الكويت لإطلاق منصة “فيزت كويت” في نوفمبر المقبل، لتكون بوابة إلكترونية موحدة تمنح الزوار تجربة رقمية متكاملة تشمل التأشيرات والحجوزات الفندقية والمواصلات والفعاليات الثقافية والترفيهية.
ويأتي المشروع بالتعاون مع القطاع الخاص، ويستخدم أحدث التقنيات عبر المساعد الذكي “راشد”، ليعكس روح الضيافة الكويتية ويعزّز مكانة البلاد كوجهة واعدة للسياحة الخليجية والعربية.
10 معالم سياحية من عشرات
وفي ظل هذا الحراك المتسارع نحو الانفتاح السياحي، الذي تُعزّزه التسهيلات الحكومية والمبادرات الرقمية، تتجلّى ملامح الكويت كوجهةٍ واعدة تستحق الاكتشاف.
وإذ يصعب سرد كلّ ما تزخر به البلاد من مقاصد سياحية، تعرض “السياسة” 10 معالم تمثل صورة مصغّرة عن التنوع الثقافي والجغرافي الذي يميّز المشهد الكويتي:
في قلب العاصمة، ينبض السوق بروح الكويت القديمة؛ تختلط رائحة العود بنكهة القهوة العربية، وتروي الأزقّة قصة شعبٍ جعل من التجارة والتراث وجهًا واحدًا للحياة.
وعلى تخوم الحكاية يقف كشك “الشيخ مبارك الصباح” (1897) شاهدًا على طورٍ مبكر من الإدارة والقضاء في الكويت، وقد صار اليوم متحفًا داخل السوق الذي يضم في أروقته محالّ الذهب والبهارات والعطور والملابس التراثية،
ومقاهٍ شعبية تُعيد الزائر إلى بساطة الحياة الأولى.
متحف الكويت الوطني
بوّابة الزمن التي تعيد الزائر إلى بدايات الكويت؛ تراثٌ غني من التحف والوثائق والمقتنيات البحرية والفلكية يحفظ ذاكرة الوطن.
يتألّف المتحف من أقسامٍ رئيسة: قاعة التراث، وقاعة الآثار، والقبة السماوية (البلانيتاريوم)، و”بوم المهلب” الراسي في قلبه، في تجربةٍ معرفية تُوازن العرض المتحفي بالسرد الوطني.
أبراج الكويت
تحفةٌ معمارية تتلألأ على الساحل، تُجسّد نهضة الكويت الحديثة وتجمع الجمال بالابتكار؛ ومن أعلاها يبدو الأفق لوحةً تجمع زرقة البحر بضياء المدينة.
تتكوّن من ثلاثة أبراج، يرتفع الرئيسي نحو 187 م وتضم كُرته العلوية منصّة رؤية ومطعمًا دوّارًا؛ وقد أُدرجت “أبراج الكويت” على القائمة التمهيدية لليونسكو تقديرًا لقيمتها الرمزية والهندسية.
جزيرة فيلكا
جزيرة الحضارات العريقة؛ شهدت مرور دِلمون والإغريق والإسكندر الأكبر، وما زالت تحتفظ بآثارها وقراها القديمة. هنا تتحدّث الرمال والبحر بلغة التاريخ.
تُدرَس مواقعها ضمن ملف ترشيحٍ تراثي؛ وتوثّق بعثاتٌ علمية حقبًا برونزية وهلِّنستية (إيكاروس)، لتبقى فيلكا دليلًا على دور الكويت كمركزٍ بحري وتجاريّ قديم في الخليج.
حديقة الشهيد
واحةٌ خضراء في قلب العاصمة تجسّد روح الوفاء والعطاء؛ بين بحيراتها وممرّاتها ينتصب “نُصب الشهيد” ليخلّد من كتبوا تاريخ الكويت بشجاعتهم.
الحديقة – أكبر مشروعٍ حضري أخضر في البلاد – تضم متحفي الذكرى والبيئة، ومنشآتٍ فنية وبرامج يومية، وقد غدت منصةً للثقافة في الهواء الطلق ومتنفّسًا حضريًا أنيقًا.
محمية صباح الأحمد الطبيعية
سحرُ الطبيعة الكويتية في أبهى صورها؛ موطنٌ للحيوانات المهدّدة والنباتات النادرة، حيث تلتقي الرمال بالبحيرات في مشهدٍ يأسر القلوب.
تقع شمال شرق البلاد بمساحةٍ تقارب 330 كيلومتراً مربعاً، وتُعدّ أكبر نظامٍ بري محمي في الكويت، وتشمل بيئاتٍ متنوّعة من الحافات الصخرية إلى السبخات، وتضم بحيرة “أم الرمم” ومسطحاتٍ خضراء تزدان بأكثر من 150 نوعًا
من الطيور.
مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي
منارةٌ للعلم والإبداع؛ معارض ومتاحف تفاعلية تُثري العقول وتفتح نوافذ على الحضارة الإنسانية، وتحفةٌ معمارية تعكس رؤية الكويت لثقافةٍ تُعلِّم وتُلهم.
يضم مجمّع المتاحف أربعة/ستة مكوّنات رئيسة (الطبيعة، العلوم، الفضاء، العلوم العربية الإسلامية، الفنون…)، مع 22 قاعة وعروضٍ غامرة، وهو من أكبر مجمّعات المتاحف في المنطقة في العالم العربي بمساحاته الشاسعة ومحتواه التثقيفي المتنوع.
المسجد الكبير
رمزٌ روحاني شامخ يعانق السماء بقبّته الزرقاء وزخارفه الأندلسية؛ تسكن بين أعمدته السكينة ويشعّ نور الإيمان مهابةً وجمالًا.
أكبر مساجد البلاد بمساحة إجمالية تقارب 45 ألف م²، وتعلو القبة الرئيسة 43 م بقطر 26 م، وتُضيء القاعة 144 نافذة؛ تحفةٌ يزاوج فيها الخط والزخرفة مع فنون العمارة الحديثة.
المركز العلمي الكويتي
ملتقى للعلم والمغامرة؛ يأخذ الزائر في رحلةٍ بين أعماق البحار وأسرار الطبيعة، بقاعاتٍ تفاعلية وأحواضٍ مائية تجعل المعرفة تجربة حيّة.
يضم أحد أكبر “الأكواريومات” في المنطقة، وقاعة الاكتشاف، وقاعة مخصصة للعروض السينمائية، وتصميماً يستلهم تراث الملاحة والدّوْس (البوم)، في تجربةٍ تعليمية ترفيهية للأسرة.
مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي “دار الأوبرا”
تحفةٌ معمارية على شارع الخليج؛ تجمع الفنون بالموسيقى والمسرح، ويجعل تصميمها وبرامجها كلّ زيارةٍ تجربةً تنبض بالإبداع والرقي.
افتُتح عام 2016، ويتّسع مجمل قاعاته لآلاف المقاعد، ويضم مساحات شاسعة تتيح للزوار التمتع بالشكل الداخلي للمركز وبتصميمه الهندسي المستوحى من العمارة الإسلامية المميزة في تاريخ الفن والإبداع، كما أن موقعه أضفى أهمية سياحية مصاحبةً لأهميته الثقافية والفنية.
قصة لا تنتهي
من الأسواق القديمة إلى الأبراج الحديثة، ومن الجزر إلى المتاحف، تكتب الكويت فصلًا جديدًا في حكايتها مع العالم.
بلدٌ يفتح قلبه قبل أبوابه، ويرحّب بزائريه بكرمٍ يليق بتاريخه وموقعه وريادته.
السياحة في الكويت… قصة لا تنتهي.
الكويت بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الكويتية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
