تيك توك' تطلق نسختها الأميركية المستقلة 'M2' في سبتمبر

تقترب منصة تيك توك من تنفيذ أكبر خطوة في تاريخها بالولايات المتحدة، مع اقتراب إطلاق نسخة أميركية مستقلة بالكامل، تحمل الاسم المؤقت M2، في 5 سبتمبر 2025، وفق ما أوردته تقارير من وكالات وصحف إلى جانب وسائل إعلام أميركية.

النسخة الجديدة، التي ستعمل بخوادم وخوارزميات منفصلة، تهدف إلى الامتثال للقوانين الأميركية التي تُلزم الشركة المالكة الصينية ByteDance ببيع عملياتها في الولايات المتحدة أو مواجهة الحظر الكامل.

انتقال تدريجي وحسابات اقتصادية ضخمة

من المخطط أن يتم الانتقال التدريجي للمستخدمين الأميركيين — الذين يبلغ عددهم نحو 170 مليون شخص — بين سبتمبر 2025 ومارس 2026، قبل إيقاف النسخة العالمية نهائيًا في السوق الأميركية.

السوق الأميركية تمثل حجر الأساس لإيرادات تيك توك، إذ تضخ أكثر من 12 مليار دولار سنويًا في خزائن الشركة، إضافة إلى كون المستخدم الأميركي يقضي في المتوسط 107 دقائق يوميًا على المنصة، وهو أعلى معدل عالمي.

عملية هندسية معقدة

تطوير النسخة الأميركية المستقلة يتطلب ما وصفه خبراء بأنه “أعقد عملية إعادة بناء في تاريخ منصات التواصل الاجتماعي”.

الخطط تشمل إنشاء 12 مركز بيانات جديد داخل الولايات المتحدة، وتوظيف آلاف المهندسين، وإعادة تدريب الخوارزمية الشهيرة باستخدام بيانات المستخدمين الأميركيين فقط، وهو ما قد يؤثر مؤقتًا على دقة التوصيات في الأشهر الأولى.

مواجهة صينية وسباق المنافسين

وزارة التجارة الصينية أعلنت أن خوارزمية تيك توك تعتبر “تكنولوجيا استراتيجية” لا يمكن تصديرها، ما يضع ByteDance في موقف صعب بين الالتزام بالقانون الأميركي والحفاظ على أسرارها التقنية.

في المقابل، تتحرك منصات أميركية منافسة مثل إنستغرام ريلز ويوتيوب شورتس وسناب شات لاستقطاب المستخدمين وصناع المحتوى، بعروض مالية وحوافز ضخمة.

إنكار رسمي… لكن المؤشرات واضحة

تيك توك أصدرت بيانًا تنفي فيه أنها تعمل على نسخة أميركية مستقلة، ووصفت تقرير رويترز بأنه “غير دقيق”.

لكن تزامن التسريبات من مصادر متعددة، مع التحركات الفعلية في البنية التحتية، يعزز فرضية أن المشروع قائم بالفعل، وأنه سيكون بمثابة اختبار حاسم لمستقبل المنصة في أكبر سوق رقمية في العالم.