إطلالات مستوحاة من البرية في مهرجان 'كان' 2025 … شراسة وغموض

شهدت فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي لعام، إطلالات فنية متميّزة تألقت بها النجمات وعارضات الأزياء، حيث اتجهت الأنظار نحو التصاميم التي تمزج بين الابتكار والرمزية.

من أبرز الإطلالات التي استرعت انتباه الحاضرين والمهتمين بالموضة، ما قدّمته عارضة الأزياء السودانية الأصل ميتشل أكات ماروكو ران، خلال العرض الأول لفيلم The Sound of Falling للمخرجة الألمانية ماشا شيلينسكي (Mascha Schilinski). فقد ظهرت بإطلالة استثنائية على السجادة الحمراء بفكرة من توقيع المصمم هارفي سينيت (Harvey Cenit)، تألّفت من سروال وقطعة علوية ضيقة مطبّعتين بنقشة جلد الفهد، شكّلا معاً لوحة فنية تبرز رشاقتها.

إطلالة عارضة الأزياء السودانية الأصل ميتشل أكات ماروكو ران

وقد تميّزت القطعة العلوية بقبة مرتفعة وأكمام طويلة، بينما تموضع عند منطقة الصدر مجسّم نافذ لرأس فهد منحوت بدقة ضمن مجموعة The Wild Side: Mother of Cheetah. لم يكن هذا العنصر مجرد زينة أو تفاصيل تصميمية، بل جاء تجسيداً بصرياً واضحاً للقوة والطاقة المرتبطة بالحياة البرية، في توليفة تعبّر عن الشراسة والأناقة البدائية في آن.

تفاصيل معدنية بذاكرة شخصية

ميتشيل لم تكتفِ بإطلالة واحدة، إذ خطفت الأنظار أيضاً في مناسبة موازية ضمن فعاليات مهرجان كان، حيث ارتدت فستاناً طويلاً منسدل القوام من تصميم هارفي سينيت أيضاً. وبرز في هذا الفستان تفصيل معدني ذهبي امتد بطول الظهر، يحاكي شكل العمود الفقري الحيواني.

هذا التصميم أعاد إلى الأذهان أعمالاً مماثلة لدار “سكياباريلي” (Schiaparelli)، فضلاً عن تصميم ارتدته النجمة زندايا خلال عرض فيلم سبايدرمان عام 2021، والموقّع من روبرتو كافالي (Roberto Cavalli). لكن سينيت أوضح في تصريح صحفي أنه استلهم فكرته من شعور الحزن الذي انتابه بعد فقدان حيوانه الأليف، ليحوّل الألم الشخصي إلى عمل فني يحمل أبعاداً رمزية وعاطفية.

وتجدر الإشارة إلى أن العارضة ذاتها كانت قد ارتدت في مهرجان كان 2024، تصميماً غير تقليدي تضمّن تفصيلاً معدنياً على هيئة رأس ميدوسا، ما رسّخ حضورها في الذاكرة البصرية للحدث السينمائي العالمي.

رمزية الغموض والتمرّد في مجوهرات “الفهد”

في عرض فيلم Mission Impossible: The Final Reckoning على السجادة الحمراء في المهرجان، ظهرت الممثلة الصينية وان تشيان هوي بفستان أسود طويل مكشوف الكتفين بتصميم “هالتر نك”، زيّنه إكسسوار فخم ضخم على شكل فهد.

وقد صُمّم هذا الإكسسوار لدى دار “Maquinn” للخياطة الراقية، وتم ترصيعه بأحجار كريستالية ملوّنة بأحجام كبيرة. هذا العمل النحتي ثلاثي الأبعاد تطلّب 1050 ساعة من العمل، شارك فيه أربعة من الحرفيين المتخصصين بالدار.

يحمل الفهد في الأزياء رمزيات متعدّدة، منها التمرّد والجاذبية والغموض الأنثوي، ويُعدّ رمزاً لطالما تبنّته دار “كارتييه” (Cartier) في مجوهراتها. وبتثبيت الإكسسوار بعناية فائقة على جانب الفستان المنسدل، استطاع التصميم أن ينقل فكرة التوازن بين الصلابة والليونة، مكرّساً العلاقة الجدلية بين الحضارة والبيئة البرية، التي أصبحت بدورها موضوعاً متكرراً في عروض الأزياء الراقية لهذا العام.