'المقابلة'… ليس كلُّ ما يتمنّى المرءُ يدركُهُ…!

مشهد من مسرحية “المقابلة”

عرض مسرحي شبابي شهد أخطاء بالجملة بسبب الظروف

فالح العنزي

بيت الشعر أعلاه من أشهر ما كتب أبي الطيب المتنبي ينطبق قولا وفعلا على العرض المسرحي “المقابلة” الذي يمثل شركة مرايا للانتاج الفني وهو من تأليف واخراج وبطولة عبدالله الهويدي الذي اجتهد في تقديم عمل كنا نأمل بأن يكون على درجة من الاحترافية لكنها تظل تجربة شابة اعتمدت في المقام الأول على عناصر من الممثلين غالبيتهم ربما يقف لأول مرة فوق خشبة المسرح، الفكرة العامة من العرض ليست جديدة بل مستهلكة تناولت ظاهرة الاعلام المزيف والمرتشي الذي يعتمد في المقام الاول على خطاب الاعلام المضلل من خلال محطة تلفزيونية يمتلكها عائلة غالبيتهم سراق لافكار واعمال الاخرين،وتسعى هذه المحطة الرديئة في كل شيء من خلال افتعال المحتوى الهابط للحصول على تريند.

المأساة الأولى التي واجهها العرض هي حاجة الممثلين الى ورشة تدريب مكثفة في الاداء التمثيلي ومخارج الحروف واتقان اللغة العربية، في مثل هذا العمل عندما تقرر كتابة النص باللغة العربية الفصحى عليك اختيار ممثلين يجيدون ذلك حتى “لا يجيبوا العيد” مثلما حدث مع “المقابلة”،الممثلون ورطوا المؤلف المخرج البطل الذي وقع هو ايضا في اكثر من خطأ نحوي لا يغتفر، ربما واجه فريق العمل ظروفا قسريا لا نعلم تفاصيلها منها ان بعض عناصر الفريق تم استبدالهم في اللحظات الاخيرة،الممثلة دعاء بنيان التي قامت بالدور الرئيس اجتهدت بشكل كبير لكنها افتقدت التوازن فوق خشبة المسرح ولم تحافظ على تون الصوت وانحباسه اكثر من مرة، أما الممثل الذي قام بالدور المزيف يعقوب جوهري ممثل لديه قدرة وموهبة لكنه وقع في اكثر من خطأ.

السينوغرافيا

كانت بسيطة ومتواضعة ومعبرة نوعا ما، قطع ديكور اقرب الى التلفزيون والشاشة ومجموعة من ملصقات وافيشات افلام تناثرت هنا وهناك،اما الموسيقى التي لجأ لها المخرج فكانت عشوائية ولا علاقة لها بالحدث فوق الخشبة في حين التوزيع الفني للاضاءة مقبولا.

عموما التجربة تستحق التقييم بعين المشاهد والتعرف على الاخطاء ومعالجتها مستقبلا حتى لا يتعرض هؤلاء الشباب الى قسوة من الانتقادات وتظل اجتهادات الهويدي تحسب له في ظل الظروف الصعبة.