انسحاب واستبدال الفنانين في العروض المسرحية أزمة كل موسم
غياب الدور الحاسم لنقابة الفنانين زاد من حالة الفوضى والعشوائية
مفرح حجاب
انسحاب أي ممثل من أي عمل فني سواء عرض مسرحي أو درامي هو بمثابة أزمة كبيرة للمنتج والجمهور من شأنه ان يؤثر على استمرار تكملة أو عرض العمل للجمهور وبالتالي تحقيق خسائر كبيرة، الأمر المهم انه يخلق شرخا كبيرا وخلافات قد لاتنتهي سواء أمام المحاكم او غيرها، كما انه في أغلب الأحيان يؤدي الى نوع من القطيعة بين الممثل والمنتج، ويثير غضب كل المشاركين في العمل الفني، فضلا عن الوسط الفني التي تكبر فيه الأحداث والقصص وتسيء كلها الى السمعة ومع الأسف البعض يكون له هوى لمثل هذه الخلافات ويحاول اثارة الفتن من بعيد وهو أمر مؤسف بالإضافة إلى ان الكثير منهم لايراعي على الإطلاق حق الجمهور.
فالانسحاب من العروض المسرحية ليس أمرا جديدا بل في كل موسم مسرحي دائما تحدث مثل هذه الانسحابات نتيجية خلافات بعضها يكون معلوماً للجمهور والبعض الآخر منها لايتحدث عنه الطرفان مع انهما ظهرا “امام الله وخلقه” ان بينهم خلافات، في الجزء الأول من مسرحية “صنع في الكويت” كان عدد العروض في اليوم الواحد كثيرة مما اضطر ليالي دهراب عن الاعتذار نتيجة الإجهاد لكنها فوجئت باستبعادها، وفي هذا الموسم انسحب الفنان محمد رشيد من مسرحية “زرقون والمصباح السحري” دون توضيح الأسباب، وخرجت الفنانة هبة الدري من مسرحية “ريد كاربت” نتيجة اصابتها في القدم، وقبل ذلك انسحب ولد الديرة وسعود الشويعي من مسرحية “البيت المسكون” وانسحبت منى عبد المجيد من مسرحية “كامل الدسم” وغيرها من الانسحابات.
صدمة
هذه الأحداث تشكل في بدايتها صدمة كبيرة للمنتج الذي يشعر في حينها ان هذا الأمر قد يؤثر على عملية تسويق العرض المسرحي، ولكنه يصل الى حلول سريعة من أجل انقاذ الموقف، إما بإلغاء شخصية الممثل المنسحب أو استبداله بممثل آخر، لكن في حقيقة الأمر خروج ممثل من عرض مسرحي حقق حضورا جماهيريا يشكل في مضمونه أزمة كبيرة ليس أمام الجمهور ولكنها أزمة مهنية في المقام الأول غاب عنها الإطار القانوني والإداري، وهذا في اعتقادي قصور في عدم تفعيل دور نقابة الفنانين التي من المفترض ان تضمن حقوق الطرفين، وتكون عندها الصلاحية الكاملة في اتخاذ عقوبات صارمة ضد من يخطئ، وتجبر الجميع على حفظ حقوق بعضهم البعض، فليس من المعقول ان تسير الأمور بشكل مزاجي اذا غضب الممثل من المنتج أو العكس تنتهي العلاقة بالعمل الفني، كما إنه ليس من المنطقي ان ينسحب ممثل او ممثلة من العرض المسرحي عندماينجح العرض ويحقق أرباحاً كبيرة، فتحدث حالة من الابتزاز إما رفع الأجور وأما الانسحاب، فمع الأسف هناك احداث كثيرة تحدث في الكواليس وبعضها أحداث ساذجة وتافهة، والممثل والمنتج لايتحدثان عنها في العلن مع انها السبب الرئيسي في عملية الانسحاب، وبالمناسبة قرار انسحاب اي ممثل من العرض المسرحي يأتي دائما بعد ان تصل عملية الاحتقان والغضب ذروتها اذا لم يكن الانسحاب نتيجية أسباب قاهرة.
دور نقابة الفنانين
تظل انسحابات الفنانين من الأعمال الفنية موجودة طالما ظلت نقابة الفنانين غير مؤثرة في الساحة الفنية وغير قادرة ان تحكم بين الأطراف وتجبر وبشكل قاطع من يخطئ لابد ان يدفع ثمن اخطائه، ومع الأسف التعامل في الساحة الفنية مازال يسير بطريقة بدائية بصرف النظر عن وجود عقود بين جميع الأطراف، لأن طريق المحاكم يحتاج الى نفس طويل وعندما تصدر الأحكام يتدخل أولاد الحلال ويكون المنتج والممثل كل منهم خسر الكثير من أمواله وسمعته في الساحة الفنية وامام الجمهور.
محمد رشيد وأحمد النجار في مسرحية “زرقون والمصباح السحري”
هبة الدري في مسرحية “ريد كاربت”
الكويت بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الكويتية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.