'القبطان والفئران'… خيال ساحر وتفاصيل درامية منضبطة
جسّدت الوجه المشرق لمسرح الطفل السوري
ضمن فعاليات المهرجان العربي لمسرح الطفل الثامن، أقيم على مسرح متحف الكويت الوطني قدمت فرقة ماريونيت السورية، مسرحية “القبطان والفئران”،، وهي من تأليف وإخراج وسينوغرافيا هنادة الصباغ، دراماتورج وموسيقى سامر الفقير.
وبطولة جوري اكتع ومحمد إبراهيم وأحمد العبد وقصي سليمان وندوة الصواف وأيهم الجيجكلي.
قصة العرض لها علاقة كبيرة مع خيال الأطفال من خلال الأحداث المرتبطة مع بعضها البعض، تلك التي تجسد في مشاهدها القيم والمبادئ التي يتعين على الأطفال والناشئة الدخول فيها، والاقتداء بها في حياتهم اليومية.
فيما جاءت السينوغرافيا معبرة عن أجواء المسرحية التي تتحدث عن قبطان متقاعد يحكي قصصه ورواياته حول مغامراته واسراره مع البحر، لنشاهد الديكور الذي تضمن صناديق وأغراض تشير إلى حياة البحر، فيما اتسمت الأزياء التي تم تركيبها على العرائس أو الدمى، متناسقة مع روح العمل نفسه.
المسرحية تتسم بقالبها التربوي المعرفي، من خلال طرح المواضيع المتعلقة بالجوانب الي تهم الطفل من منظور غير مباشر، بمعنى أن الفكرة تأتي من خلال تواتر الأحداث، وليس من خلال الكلمات التي تشبه الخطابة والنصح والإرشاد، وبالتالي فإن المسرحية لاقت استجابة وتجاوباً من جمهور الأطفال والكبار معاً.
ويركز العرض على شخصية القبطان، ذلك الجد البحار المتقاعد، الذي نسج قصصا للأطفال من مغامراته وخياله في عالم البحار تحوي الصور الجميلة والاحداث المشوقة والخيال الجامح جعل أبطال الحكاية، وهم حفيدته ليزا والفئران… يعيشون أحداثا كأنها حقيقية يتمايلون مع المركب عند العاصفة، يحركون مقود السفينة للنجاة يفرحون بعودة القبطان بعد مغامرته مع السمكة العملاقة، هذا العالم المليء بالدهشة والألوان الساحرة الذي يشد الكبير قبل الصغير، ويجعله يحنّ للعودة للطفولة، ولهذا الشعور الجميل المخبأ في أعماقنا بحثنا عن الطفل الصغير في داخلنا كل ذلك جعل من العرض حالة مشوقة فيها الكثير من الشغف.
جانب من الجمهور
يتماثل النص المسرحي من خلال سحر الحكاية وعالم الخيال المليء بالألوان… والذاكرة البصرية والحسية التي تسلل إليها فريق عمل المسرحية، إلى عالم الطفولة المخبأ في الأعماق الإنسانية… فلكل طفل يبحث عن المعرفة ويتملكه الفضول، حيث إن ما يصنع بحب ومتعة يخلق متعة ودهشة، ومن كلمات الحكاية على لسان أبطالها هيلا هوب هيلا حب، شاهد الجمهور صورة مسرحية محملة بالحب الذي يرافقنا بكل تفصيل، حيث إن للحكايات تأثيرا قويا علينا، وللعوالم المجهولة، والخيال الجميل الذي تحمله، واللغة المؤثرة، والراوي والصور البصرية التي يصفها من خلال مفرداته، يجعلنا نعيش في قلب الأحداث معه.
يذكر أن فرقة ماريونيت السورية، تقدم عروضا مسرحية متخصصة في فن الدمى “الماريونيت”، وتهدف إلى تقديم أعمال مسرحية ذات قيمة فنية وثقافية.
وتشارك الفرقة في المهرجانات المحلية والعربية والدولية مما يمنح الفرقة فرصة لعرض فنها على الساحة الدولية، وهو ما يعكس تطور وازدهار المسرح السوري وقدرته على المنافسة مع مسارح أخرى، حيث قدمت فرقة “ماريونيت” للمسرح والفنون، الكثير من العروض المسرحية التي لاقت إقبالاً جماهيرياً متميزا، منها عرض مسرحية “أقنعة ووجوه”، على خشبة ثقافي مدينة السويداء السورية.
كما عرضت مسرحية “القبطان والفئران” على خشبة مسرح القباني في قلب مدينة دمشق، ضمن نشاطات المديرية العامة للمسارح والموسيقى في وزارة الثقافة السورية.
والعرض مقدّم للأطفال ضمن شكل مسرح العرائس أو الماريونيت، وهو أحد فنون المسرح الذي تقدّمه الطاقات الفنية السورية بين الفينة والأخرى، معظمها ضمن نشاطات مسرح الطفل والعرائس التابع لمديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة السورية.
وخلال ثمانية أشهر، أقامت مديرية المسارح والموسيقى السورية ورشة لتعليم صناعة دمى فن الماريونيت بإشراف الفنانة هنادة الصباغ التشكيلية المختصّة بهذا الفن، والتي سبق وأن قدّمت العديد من الورشات في سورية وخارجها.
الكويت بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الكويتية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.