مسرحية 'كله من الزيبق'… لغة درامية تخاطب وجدان الطفل
مشهد من مسرحية “كله من الزيبق”
قدّمها مسرح الدمى اللبناني ضمن فعاليات “مهرجان الطفل العربي”
في أمسية غمرتها الدمى بالفرح والخيال، احتضن مسرح متحف الكويت الوطني العرض اللبناني كله من الزيبق، ضيف الدورة الثامنة من المهرجان العربي لمسرح الطفل، ليمتزج عالم الدمى بالأنغام، ويذوب الخيال في الواقع، في عمل مسرحي يلامس وجدان الصغار والكبار على حد سواء.
وقُدِّمت المسرحية، التي أخرجها الدكتور كريم دكروب، وكتبها المؤلف فائق حميصي، حكاية طفل “شقي” تضيق به الأمكنة وتطارده النظرات والاتهامات، قبل أن يكشف عن طاقاته الكامنة، ويتحول إلى منقذ للجميع من شخصية “أم عيون” الغامضة، تلك التي تمحو ذاكرة كل من يعترض طريقها.
وبين الضحكات والدهشة، طرحت الخشبة سؤالًا عميقًا: هل يكفي أن ينقذ “الزيبق” مجتمعه ليمحو الوصمة التي التصقت به؟ أم أن النظرة الجائرة إلى الطفل المختلف أقوى من بطولاته؟ ومن خلال هذا الطرح الإنساني، يلتفت المهرجان العربي لمسرح الطفل إلى قضايا الطفولة والتربية بأسلوب فني مشوق، جامعًا في دورته الثامنة أعمالًا عربية ومحلية تهدف إلى غرس قيم تربوية وإبداعية في نفوس الأجيال الجديدة.
وجاءت الأزياء التي صممتها فدى حطيط باللون الأبيض الناصع لتمنح الممثلين حضورًا محايدًا لا يزاحم خيال الطفل ولا يشتت انتباهه، فيما ارتدت الدمى ألوانًا زاهية جعلتها مركز الجذب البصري والمحرك الأساسي للحكاية.
وانسجم هذا الاختيار مع ديكور بسيط خالٍ من الضوضاء اللونية، لتبقى عين الطفل معلقة بالدمية والقصة، بينما أسهمت الإضاءات الهادئة واللمسات الخفيفة في دعم أجواء العرض، مانحة الخشبة سحرًا بصريًّا رقيقًا يفتح المجال أمام مخيلة الصغار لتبحر بحرية.
أما الموسيقى التي وضع ألحانها الفنان أحمد قعبور، فجاءت بإيقاعات سريعة وحيوية تواكب حركة الدمى، وتدعم اندماج الأطفال مع المشاهد، مانحة العرض جرعة إضافية من الحماس والبهجة.
وتحولت الأنغام إلى جسر تواصلي بين القصة والجمهور الصغير؛ إذ أشعلت فيهم روح التفاعل، وأبقت انتباههم مشدودًا حتى اللحظة الأخيرة.
كما أبدع وليد دكروب في تصميم الدمى والسينوغرافيا، فجاءت نابضة بالحياة ذات حضور قوي على الخشبة، مدعومة بتفاصيل بصرية دقيقة.
وعلى مستوى الأداء، قدم كل من يكاتيرينا دكروب، وطوني فرح، وشربل بحري، وأدون خوري تمثيلًا متناغمًا مع حركة الدمى وإيقاع الموسيقى، ليصنعوا معًا لوحة مسرحية متكاملة أخذت الأطفال إلى عالم الحكاية.
من جانبه، قال المخرج الدكتور كريم دكروب إن علاقتهم بالكويت قديمة، وتمتد لأكثر من عشرين عامًا، مبينًا أنهم شاركوا لأول مرة قي العام 2001، وتوالت مشاركاتهم منذ ذلك الحين. وأشار إلى الدور الكبير للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، معبرًا عن فخره وتشوقه الدائم إلى لقاء جمهور الكويت، وتقديم أعمال مسرحية موجَّهة للطفل تعكس رسالة فنية وتربوية.
الدمى وخيال الظل
على هامش العروض المسرحية، احتضنت أروقة مسرح الدسمة ومسرح متحف الكويت الوطني، فقرات مميزة لخيال الظل والدمى، التي أضافت أجواء ترفيهية مشوقة أثرت التجربة الفنية للأطفال، عبر مساحات من اللعب البصري والخيال الإبداعي.
… ومشهد آخر
جانب من الحضور
الكويت بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الكويتية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.