تفوقت-على-الذهب…-لماذا-ارتفعت-أسعار-الفضة-78%-خلال-2025؟

تفوقت على الذهب… لماذا ارتفعت أسعار الفضة 78% خلال 2025؟

في عالم تتقلب فيه الأسواق بين الخوف والطمع، خرجت الفضة من ظلال الذهب لتتألق بوميضها الخاص، فبينما كانت الأنظار طوال العام موجهة إلى المعدن الأصفر الذي يحتمي به المستثمرون، تسللت الفضة بهدوء لتصبح المعدن الثمين الأفضل أداءً هذا العام.

وارتفعت أسعار الفضة بنسبة تتجاوز 78% منذ مطلع العام الجاري، لتسجل الأسعار الفورية مستوى غير مسبوق عند 53.55 دولار للأوقية، ورافق هذا الارتفاع قفزة في أسعار الذهب أيضًا، إذ وصلت مكاسبه إلى 58%.

و تشير بيانات رابطة سوق السبائك في لندن (LBMA)، إلى أن مخزونات الفضة تراجعت بنحو الثلث منذ منتصف عام 2021، نتيجة تجاوز الطلب العالمي حجم الإنتاج لأربع سنوات متتالية، ما أدى إلى أزمة سيولة غير مسبوقة.

وأدت أزمة نقص الإمدادات إلى اتساع غير معتاد في الفارق بين الأسعار الفورية في لندن والعقود الآجلة في بورصة نيويورك، حيث تجاوزت العلاوة السعرية 2.5 دولار في وقت سابق هذا الشهر مقارنة ببضعة سنتات عادةً، ما دفع بعض المتداولين لنقل السبائك جوًا من نيويورك إلى لندن للاستفادة من الفرصة.

وأدى التوسع في الصناعات الخضراء والطاقة المتجددة إلى زيادة الطلب على الفضة المستخدمة في الألواح الشمسية والرقائق الإلكترونية والسيارات الكهربائية، بينما ظل الإنتاج محدودا بفعل تراجع الاستثمارات وضعف إمدادات المناجم.

وشهدت الصناديق المتداولة عالميًا للفضة موجة شراء قياسية خلال النصف الأول من العام الحالي، بعدما أضافت نحو 95 مليون أوقية إلى حيازتها في الفترة من يناير إلى يونيو، متجاوزة إجمالي التدفقات المسجلة طوال العام السابق.

وتضاعف واردات الهند من الفضة خلال العام الحالي، حيث سارع صائغو المجوهرات إلى تجديد مخزوناتهم في ظل ارتفاع أسعار السبائك، إذ يدفع المشترون الهنود الآن علاوات سعرية تصل إلى 10% فوق الأسعار العالمية.

وقالت “إيوا مانثي”، محللة أسواق السلع في بنك “آي إن جي”، إن الارتفاع الحاد في أسعار الفضة خلال 2025 يعكس دورها المزدوج كمعدن صناعي وملاذ آمن في آن واحد، وهو ما ضاعف زخم الصعود وجعل العام الجاري من أبرز الأعوام في تاريخ المعدن الأبيض.

ورفع “بنك أوف أمريكا” توقعاته لسعر الفضة إلى 65 دولارًا للأوقية بحلول 2026، مدعومًا بالعجز المستمر بين الإنتاج والاستهلاك، وتراجع الفائدة الأمريكية الذي يجعل المعادن الثمينة أكثر جاذبية.

وجدد “روبرت كيوسكاي” مؤلف كتاب “الأب الغني والأب الفقير”، تفاؤله القوي تجاه الفضة، حيث توقع في منشور عبر منصة “إكس” أن تواصل صعودها نحو 75 دولارا للأوقية، قائلا: “لو كان لدي 100 دولار، فماذا سأستثمر؟ سأشتري المزيد من الفضة”.

ولا يُعَدّ الصعود القياسي للفضة هذا العام مجرد نتيجة لتقلبات السوق، بل يعكس تحولًا هيكليًا في خريطة الطلب العالمي على المعادن النفيسة، فبينما يواصل الذهب أداء دوره التقليدي كملاذ آمن، برزت الفضة كمعدن يجمع بين الأمان الاستثماري والاستخدام الصناعي.

الكويت بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الكويتية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك