الضربات-الأميركية-على-إيران-ترفع-أسعار-النفط-إلى-أعلى-مستوى-في-5-أشهر

الضربات الأميركية على إيران ترفع أسعار النفط إلى أعلى مستوى في 5 أشهر

وسط المخاوف من اضطراب الإمدادات وتجاوز الخام 100 دولار

قفزت أسعار النفط، امس الاثنين، إلى أعلى مستوياتها منذ يناير، بعدما شنّت الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت ثلاثة من المواقع النووية الرئيسية في إيران، وسط تهديدات بمزيد من الهجمات، ما فاقم الأزمة في الشرق الأوسط وأثار مخاوف متزايدة بشأن اضطراب محتمل في إمدادات الطاقة من المنطقة. وصعدت أسعار العقود الآجلة لخام “برنت” تسليم أغسطس بنسبة 0.95% أو 72 سنتًا إلى 77.73 دولار، في تمام الساعة 01:07 مساء بتوقيت مكة المكرمة، بعدما لامست 81.40 دولار (+5.7%)، قبل أن تتراجع إلى 76.35 دولار.

كما زادت أسعار العقود الآجلة لخام “نايمكس” الأمريكي تسليم أغسطس 1% أو 73 سنتًا إلى 74.57 دولار، بعدما بلغت ذروتها عند 78.40 دولار (+6.15%)، ثم تراجعت إلى 73.16 دولار.

وقفز خام برنت، في مطلع تعاملات امس، بنسبة وصلت إلى 5.7% ليبلغ 81.40 دولار للبرميل، مواصلاً مكاسبه الممتدة منذ ثلاثة أسابيع، قبل أن يتخلى عن بعض المكاسب.

وقالت “إيبك أوزكاردسكايا” من “سويسكوت بنك”، إن هدوءًا لافتًا أعقب الهجوم الأمريكي على إيران، مشيرة إلى أن طهران قد تسعى لحماية منشآتها النفطية من الاستهداف، وتفادي تصعيد قد يضر بالصين، التي تُعد أكبر مشترٍ لنفطها، وذلك بحسب ما نقلته “وول ستريت جورنال”.

البرميل إلى 120 دولاراً

وقالت سوجاندا ساشديفا، من مؤسسة شركة إس.إس ويلث ستريت للأبحاث في نيودلهي “يُشكل التصعيد الجيوسياسي الحالي محفزا أساسيا لارتفاع أسعار خام برنت، وربما الاتجاه إلى تسجيل سعر 100 دولار للبرميل، مع تزايد احتمالية الوصول إلى 120 دولارا للبرميل”. وأدى الهجوم إلى زيادة كبيرة في هامش المخاطر الذي يحتسبه المتداولون في سوق الطاقة العالمية. وستعتمد مكاسب الأسعار على طبيعة الرد الإيراني المتوقع على هذه الخطوة، وفقا لتقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ”.

وقال سول كافونيك، محلل الطاقة في “MST Marquee”، إن “هذا التصعيد قد يدفعنا إلى طريق يؤدي إلى بلوغ النفط 100 دولار، إذا ردّت إيران بالطريقة التي سبق أن هددت بها. هذا الهجوم الأميركي قد يشعل فتيل تصعيد أوسع للصراع”.

وتتمثل أكبر المخاطر في إمكانية إقدام طهران على إغلاق مضيق هرمز، في حال قررت الرد بشكل مباشر، وهو الممر البحري الضيق الذي يعبر من خلاله نحو خُمس صادرات النفط العالمية. وقد دعا البرلمان الإيراني إلى إغلاق المضيق، بحسب ما نقلته وسائل إعلام رسمية، إلا أن تنفيذ هذا القرار يتطلب موافقة صريحة من خامنئي.

أمن الإمدادات النفطية

كما قد تشجع إيران حلفاءها، مثل الحوثيين في اليمن، على شن هجمات بحرية في البحر الأحمر، وهو ما تم التهديد به بعد الهجمات الأميركية.

وفي حال تصاعد الصراع، فإن البنية التحتية النفطية داخل إيران نفسها، خاصة جزيرة خرج التي تُعد مركزًا رئيسيًا لتصدير النفط الإيراني، قد تكون في مرمى الاستهداف. غير أن مثل هذا التحرك سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع كبير في الأسعار، وهو ما قد تحرص الولايات المتحدة على تجنبه. وتشير صور الأقمار الاصطناعية حتى الآن إلى أن إيران تسعى لتسريع وتيرة صادراتها النفطية.

ومن المتوقع أن تُسلّط الأزمة الضوء على منظمة أوبك وحلفائها ومن بينهم روسيا، حيث عملت المجموعة في الأشهر الأخيرة على تقليص قيود الإنتاج بوتيرة متسارعة لاستعادة حصص السوق. ومع ذلك، لا تزال لدى أعضاء “أوبك+” طاقات إنتاجية احتياطية يمكن تفعيلها إذا دعت الحاجة.

إغلاق مضيق هرمز

ويتوقع المتعاملون في السوق المزيد من الارتفاع في الأسعار وسط مخاوف متزايدة من أن يشمل الانتقام الإيراني إغلاق مضيق هرمز الذي يتدفق عبره خُمس إمدادات الخام العالمية تقريبا، بحسب رويترز.

وذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية أن البرلمان الإيراني وافق على إجراء لإغلاق المضيق. وكانت إيران هددت في الماضي بإغلاق المضيق لكنها لم تنفذ هذه الخطوة قط.

وقالت جون جو، كبيرة المحللين لدى شركة سبارتا كوموديتيز “مخاطر تضرر البنية التحتية النفطية.. تفاقمت”.

وأضافت أنه على الرغم من وجود طرق بديلة عبر خطوط الأنابيب خارج المنطقة، فسيظل هناك كمية من النفط الخام لا يمكن تصديرها بالكامل إذا أصبح مضيق هرمز مغلقا. وأضافت أنه سيتزايد بقاء شركات الشحن بعيدا عن المنطقة.

وقال بنك غولدمان ساكس في تقرير صدر أمس الأحد إن خام برنت قد يصل إلى ذروته لفترة وجيزة عند 110 دولارات للبرميل إذا انخفضت تدفقات النفط عبر الممر المائي الحيوي إلى النصف لمدة شهر، وإذ ظلت منخفضة بنسبة 10% خلال 11 شهرا التالية. ولا يزال البنك يفترض عدم وجود اضطراب كبير في إمدادات النفط والغاز الطبيعي، وإضافة حوافز عالمية لمحاولة منع حدوث انقطاع مستمر وضخم.

ارتفع خام برنت 13% منذ بدء الصراع في 13 يونيو/‏‏‏حزيران، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنحو 10%.

وقال محللون إنه من غير المرجح أن تستمر علاوة المخاطر الجيوسياسية الحالية دون اضطراب ملموس في الإمدادات.

العريان: الغموض حول مستقبل الاقتصاد يتفاقم

قال الخبير الاقتصادي، محمد العريان، إن الآثار المباشرة على الاقتصاد العالمي لا تزال غير مؤكدة من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.

وأضاف العريان في منشور على حسابه على “فيسبوك”: “هذا يتماشى مع الجدل الجيوسياسي الدائر حول ما إذا كانت الضربات الأميركية ضد إيران تفتح فصلاً جديداً أكثر تقلباً أم تُعجّل بنهاية الفصل الحالي”.

وارتفعت أسعار النفط قرب مستوى 80 دولارا للبرميل صباح امس الاثنين، قبل أن تعاود الهبوط دون مستوى 77 دولارا.

وقال العريان، إن الغموض حول المستقبل يتفاقم بسبب سعر خام برنت الحالي البالغ 77 دولاراً للبرميل، والذي يبدو غير مستقر بطبيعته. فهو منخفض للغاية إذا تصاعد الصراع ليشمل اضطرابات في مضيق هرمز أو هجمات على منشآت نفطية إقليمية، ولكنه مرتفع للغاية إذا لم يحدث هذا التصعيد، بالنظر إلى فائض المعروض الحالي في سوق النفط العالمية.

ويرى أن الآثار غير المباشرة على الاقتصاد العالمي أقل وضوحاً، لكنها متفرقة إلى حد كبير. وهي تدفع بالفعل الكثيرين إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية، مما سيؤدي إلى انخفاض النمو وارتفاع تكاليف الإنتاج أكثر مما كان سيسود لولا ذلك، بحسب العريان.

ارتفاع الغاز في أوروبا لأعلى مستوى منذ أبريل

ارتفع سعر الغاز الطبيعي الأوروبي، بشكل كبير عقب الهجوم الأميركي على إيران.

وفي مستهل التداول اليوم، قفز مؤشر “تي تي إف” للعقود الآجلة للتسليم خلال شهر إلى 42.44 يورو (48.8 دولار) لكل ميغاواط/ساعة، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أوائل شهر أبريل الماضي.

غير أنه في التداول المبكر خسر السعر بعض مكاسبه، وكان السعر الأخير 41.53 يورو الذي يظل أعلى بواقع 1.5% مما تحقق الجمعة الماضية، وتدخلت الولايات المتحدة مطلع الأسبوع في الحرب بين إسرائيل وإيران حيث قصفت منشآت نووية إيرانية تحت الأرض.

“غولدمان ساكس”: 110 دولارات للنفط حال اتساع الحرب

أشار بنك غولدمان ساكس في مذكرة إلى مخاطر تهدد إمدادات الطاقة العالمية وسط مخاوف من تعطل محتمل في مضيق هرمز، مما قد يؤدي إلى ارتفاعات حادة في أسعار النفط والغاز الطبيعي. وتوقع البنك أن يصل سعر خام برنت إلى ذروته لفترة وجيزة عند 110 دولارات للبرميل إذا انخفضت تدفقات النفط عبر هذا الممر المائي الحيوي إلى النصف لمدة شهر، وظلت منخفضة بنسبة 10% خلال الأشهر الأحد عشر التالية. وأضاف البنك في المذكرة: “بعد هذه الذروة، يمكن أن يستقر السعر عند متوسط 95 دولاراً للبرميل في الربع الرابع من 2025”.وقفزت أسعار النفط خلال تعاملات الاثنين المبكرة، إلى أعلى مستوياتها منذ يناير بعد انضمام واشنطن إلى إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

“Argus”: بدائل دول الخليج للشحن تقلل المخاطر

قلل محلل أسواق النفط والطاقة في “Argus”، بشار الحلبي، من احتمالية إغلاق مضيق هرمز في الوقت الراهن، واصفا ما حدث مؤخرا بـ”اختبار لجس نبض ردة الفعل الدولية”.وفيما يتعلق بالبدائل المتاحة، أوضح الحلبي أن خط أنابيب “شرق-غرب” في السعودية يُستخدم حاليا بنسبة تتراوح بين 40% و45%، بقدرة ضخ تبلغ 2.4 مليون برميل يوميًا، مع إمكانية رفع قدرته الاستيعابية إلى 7 ملايين برميل يوميا، بعد بعض التعديلات. كما أن خط أنابيب الفجيرة في الإمارات بقدرة 1.5 إلى 1.8 مليون برميل يوميا يُستخدم بنسبة 50% حاليًا، ويمكن زيادة استخدامه إلى 100%.

وكشف عن قدرة السعودية على زيادة الإنتاج خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، تمنح الأسواق طمأنة .وأكد أنه لا يوجد خوف على إمدادات النفط عبر مضيق هرمز حتى الآن.

الكويت بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الكويتية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك