الرومي: مستقبل الطاقة يبنى بالشراكات العالمية والتعاون القائم على الابتكار والاستدامة

الرومي والقيادات النفطية خلال تكريم احدى المشاركات (تصوير – رزق توفيق)

كشف خلال “منتدى الشباب” واجتماع “البترول العالمي” عن استكشافات بحرية قادمة

ناجح بلال

قال وزير النفط طارق الرومي إن دولة الكويت تؤمن بأن مستقبل الطاقة لا يمكن أن يبنى إلا من خلال شراكات عالمية حقيقية وتعاون دولي يرتكز على الابتكار والمسؤولية والاستدامة، مضيفا في كلمته الافتتاحية لمنتدى الشباب الثامن للطاقة والاجتماع السنوي لمجلس البترول العالمي للطاقة الذي تستضيفه دولة الكويت، أن ستراتيجية القطاع النفطي الكويتي تستهدف الوصول الى 4 ملايين برميل نفط يوميا في 2035، لافتا الى ان الاكتشافات البحرية الاخيرة ستحقق ذلك بشكل كبير فضلا عن أن الاستكشافات البحرية الأخيرة أعطت دلالات واضحة على أن هناك مناطق لازالت تحتوي على كميات هائلة من النفط والغاز ومن خلال التطور التكنولوجي يمكن استخراجها.

واضاف أن الشباب هم القلب النابض لصناعتنا النفطية وهم الثروة الحقيقية التي نعتمد عليها في صياغة المستقبل ليس في الكويت فحسب بل على مستوى العالم بأسره.

وأوضح أن هذا المنتدى بما يحمله من مشاركة واسعة ينسجم تماما مع (رؤية الكويت 2035) وبرنامج عمل الحكومة الذي يضع في أولوياته تمكين الشباب وتطوير رأس المال البشري.

وذكر أن استضافة دولة الكويت لهذا المنتدى تحت شعار (تمكين المستقبل: ربط الشباب بالأفكار والمعرفة) تؤكد أن الصناعة النفطية لا يمكن أن تزدهر إلا من خلال الدمج بين الخبرة العريقة والطاقات الشابة المبدعة.

وأضاف أنه انطلاقا من الإيمان الراسخ بأن الشباب هم عماد التنمية، وصناع المستقبل فقد تم خلال السنوات الماضية تأهيل آلاف الكوادر الوطنية عبر برامج تدريبية متخصصة لإعداد جيل مؤهل لتولي مواقع قيادية والمشاركة في تطوير منظومة العمل النفطي بكفاءة واقتدار.

وشدد الرومي على أن تعزيز الثقافة العلمية والتقنية بين الشباب وربطها بالمسؤولية البيئية والاجتماعية هو نهج الكويت لإعداد جيل واع قادر على مواجهة تحديات الطاقة العالمية.

وأضاف أن اسم دولة الكويت ارتبط منذ اكتشاف النفط فيها بدور محوري في استقرار الأسواق النفطية العالمية من خلال عضويتها الفاعلة في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومشاركتها المسؤولة في تحالف (أوبك +).

وأكد أن دولة الكويت كانت دائما وما زالت “صوت الحكمة والاعتدال حيث تسعى لتحقيق التوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين وتعمل على ضمان تدفق آمن ومستقر للطاقة دعما للتنمية المستدامة والاقتصاد العالمي”.

وأضاف الرومي أن الكويت أسهمت بفعالية في تطوير استراتيجيات العمل المشترك في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة وتحديث آليات المنظمة لمواكبة التحولات العالمية المتسارعة في هذا القطاع الحيوي.

وقال لا يقتصر حضور دولة الكويت على محيطها العربي فحسب بل يمتد إلى الساحة الدولية من خلال دورها في منتدى الطاقة الدولي الذي تحتضنه مدينة الرياض إذ تعد الكويت من أعضائه المؤسسين والداعمين الرئيسيين وتشارك بفاعلية في اجتماعاته الوزارية انطلاقا من إيمانها العميق بأهمية الحوار والتعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة.

وأضاف أن رؤية الكويت للتحول نحو التشغيل الذكي والمستدام تتجسد من خلال مشاريع نوعية ومبادرات ابتكارية تقودها شركات القطاع النفطي، حيث افتتحت شركة نفط الكويت مركز الابتكار في الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع شركة مايكروسوفت العالمية كخطوة رائدة ضمن مسار التحول الرقمي في عملياتها التشغيلية إلى جانب دعم مركز البحث والتطوير والتكنولوجيا الذي يعد رافدا محوريا للابتكار في مجالات الإنتاج والاستكشاف والتقنيات البيئية.

وذكر أن شركة البترول الوطنية الكويتية تنفذ أيضا منظومة متكاملة من مبادرات التحول الرقمي تشمل مشروع إدارة تنفيذ المبادرات الرقمية بالتعاون مع جهة استشارية متخصصة ومبادرة الأتمتة الذكية والتحول نحو العمليات المتكام.

الغيص: الطلب العالمي على النفط سيصل إلى 123 مليون برميل يومياً في 2050

وكشف الغيص أن هذا التوسع يستدعي استثمارات ضخمة، إذ تُقدر احتياجات قطاع النفط وحده بحوالي 18.2 تريليون دولار بحلول 2050، وإلى جانب هذه الاستثمارات، نحتاج إلى شباب طموح ومخلص، كشباب هذا الجمع المبارك، للعمل في هذه الصناعة والمساهمة في صناعة المستقبل إن الاستثمارات لا تقتصر على إنشاء المصافي وحفر الآبار وتطوير المعدات فحسب، بل إن الاستثمار الأسمى والأكثر أثرًا هو الاستثمار في الإنسان في تأهيل الشباب وتدريبهم.

نمر الصباح: تمكين الشباب لتولي أدوار قيادية في الصناعة النفطية محلياً وعالمياً

قال وكيل وزارة النفط الشيخ نمر الصباح أن هذا المنتدى الذي يضم كوكبة كبيرة من خبراء وصناع القرار بجانب الشباب الطموح من أكثر من 60 دولة حول العالم على أرض الكويت يعد رسالة واضحة تؤكد مكانة الكويت المرموقة في الصناعة النفطية العالمية وتجدد في الوقت ذاته التزامها بالحوار الدولي وتعزيز مشاركة الشباب في صياغة مستقبل الطاقة.

وأوضح أن الوزارة أدركت منذ عقود طويلة أن الشباب هم الثروة الحقيقية التي لا تنضب ولهذا انطلق شعارها الراسخ “الكوادر الوطنية هم نفط المستقبل”، موضحا أن هذا الشعار لم يكن يوما مجرد عبارات ولكنه أصبح واقعا ومنهجا للعمل لاننا نستهدف تزويد الشباب بالخبرة والمعرفة ليكونوا مؤهلين لتولي الصناعة النفطية محليا وعالميا.

وذكر الصباح أن الوزارة تعمل بخطط تنفيذية واضحة تقوم على أساس نهضة رأس المال البشري لاسيما وأن الشباب الكويتي سيكونوا بالفعل نفط المستقبل.

الشيراوي: حقل “جزة” البحري يرسخ مكانة الكويت القيادية في منظومة الطاقة الدولية

أكد الامين العام للمنتدى الدولي للطاقة جاسم الشيراوي أن دولة الكويت منذ عقود تعد أحد أهم أركان الطاقة العالمية معبرا عن بالغ تقديره لوزارة النفط ومجلس الطاقة على المبادرة التي تعكس دور الشباب في مجال الطاقة كونهم الطاقة النابضة بالحياة نحو التقدم. وتقدم الشيراوي بالتهنئة لدولة الكويت للاكتشاف النفطي التاريخي الذي أعلنت عنه مؤخرا في حقل “جزة” البحري “الذي سيسهم في تعزيز أمن الطاقة العالمي فضلا عن دوره في تمكين الكويت من ترسيخ مكانتها كدولة قيادية في منظومة الطاقة الدولية من خلال كوادرها الوطنية العالية”.

وعبر عن سعادته لوجوده ضمن المتلقي الذي يجمع الكفاءات الواعدة للمستقبل في مجال الطاقة مستشهدا بالقول المأثور “إن شباب اليوم قادة الغد” لا سيما أن المنطقة العربية لم تكن فقط غنية بالنفط والغاز بل كانت ولاتزال غنية بالعقول النابضة بالشباب القادر على التفكير الخلاق.