2 مليار دولار خسائر تكبدتها بورصات الخليج على وقع الضربة الأميركية

بورصة الكويت امتصت الصدمة… وقيمتها السوقية ارتفعت مليار دولار

عقود “ناسداك” المستقبلية انخفضت 300 نقطة… والنفط نحو 80 دولاراً والذهب فوق 3400 دولار

محمود شندي

شهدت أسواق المال الخليجية تباينا في ادائها امس حيث ارتفع معظم المؤشرات رغم التوترات الجيوسياسية في المنطقة عقب ضرب أميركا لمنشآت نووية إيرانية، الا ان التحول في مسار السوق السعودي من الارتفاع خلال الجلسة الى الاغلاق بتراجع دفع القيمة السوقية لبورصات الخليج لخسارة نحو 2 مليار دولار في نهاية التداولات.

وارتفعت القيمة السوقية لبورصة قطر بنحو 400 مليون دولار، وكذلك ارتفعت بورصة البحرين بنحو 140 مليون دولار، اما بورصة عمان فارتفعت 180 مليون دولار.

وحققت بورصة الكويت ارتفاعات في مؤشرها العام بنحو 50.3 نقطة بنسبة 0.6 % ليبلغ مستوى 8001 نقطة وتم تداول 617 مليون سهم عبر 31146 صفقة نقدية بقيمة 114.2 مليون ديناروهو ما عزز من قيمتها السوقية بنحو 301 مليون دينار (نحو مليار دولار) بدعم عمليات الشراء الانتقائية على بعض الاسهم القيادية.

وارتفع مؤشر السوق الرئيسي 123.9 نقطة بنسبة 1.81 في المئة ليبلغ مستوى 6984 نقطة من خلال تداول 390 مليون سهم عبر 22312 صفقة نقدية بقيمة 46.9 مليون دينار (نحو 153.2 مليون دولار)، كما ارتفع مؤشر السوق الأول 34.5 نقطة بنسبة 0.40 في المئة ليبلغ مستوى 8650 نقطة من خلال تداول 227 مليون سهم عبر 8834 صفقة بقيمة 67.2 مليون دينار (نحو 219 مليون دولار).

وفي مقابلة مع قناة “العربية”، قال نديم السبع، الرئيس التنفيذي لشركة First Financial Markets، إن الأسواق بالفعل بدأت تظهر رد فعلها، مشيراً إلى أن العقود المستقبلية لمؤشر ناسداك انخفضت بنحو 300 نقطة، فيما اتجهت أسعار النفط نحو مستوى 80 دولاراً للبرميل، وقفز الذهب فوق 3400 دولار للأوقية.

واستبعد السبع أن تشهد الأسواق انهياراً كبيراً، مرجحاً أن تكون الافتتاحية سلبية بطبيعة الحال يوم الاثنين، لكنها لن تمتد لهبوط شامل واعتبر أن “الأسوأ قد مضى” بعد تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن “الضربة انتهت، ولا نسعى إلى تغيير النظام الإيراني”، وهو ما أعطى إشارات للتهدئة.

وأوضح السبع أن الأسواق ركزت منذ بداية التصعيد على احتمال إغلاق مضيق هرمز، وهو السيناريو الذي قد يدفع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل، لكنه لا يزال احتمالاً بعيداً حتى الآن، مما خفف من حدة رد الفعل الفوري.

وأضاف أن “الحديث عن سعر برميل نفط فوق مستوى 100 إلى 120 دولارا سيغير كل الأساسيات، ووقتها يجب أن نبدأ كل الحسابات من جديد، فقد نشهد تخفيضا كبيرا في معدلات الفائدة وفي أسهم كثير من الشركات، وقد نشهد حتى إغلاق في بعض الاقتصادات.

وتوقع السبع أن تبدأ الأسواق بالتعافي خلال النصف الثاني من الأسبوع في حال لم يحدث تصعيد إضافي.

وحول ما إذا كانت الأسواق باتت معتادة على هذا النمط من التصعيدات منذ بداية 2025، أشار السبع إلى أن المستثمرين لا يزالون في حالة “حيرة”، وليست لديهم القدرة على التعايش الكامل مع التغيرات الحادة في السياسات والقرارات، خصوصاً في ظل تقلب أسعار الذهب والنفط بنطاقات كبيرة يومياً.