'الذكاء الاصطناعي' بالكويت… القطاع النفطي في الريادة مجدداً

“نفط الكويت” أدخلت تقنياته منذ 2020 لتقليل الأخطاء البشرية وزيادة الإنتاج وتخفيض التكاليف

مسؤول نفطي: التكنولوجيا الثورية الحديثة تسهم في تحقيق ستراتيجية مؤسسة البترول

ناجح بلال

الى جانب دوره الحيوي في الاقتصاد ومستوى الشعب المعيشي، لعب قطاع النفط الكويت دورا محوريا في تطور البلاد وتقدمها، إذ طالت قيادته مجالات الحياة كافة، وبرزت ريادته في تبني الابتكارات والتقنيات الحديثة منذ اكتشافه في البلاد ليقودها الى العصرنة والتقدم ويضعها في الصفوف المتقدمة للحداثة بشكل دائم.

ولا يختلف وضع هذا القطاع في الوقت الحالي عن السابق، مع دخول الرقمنة والذكاء الاصطناعي مفاصل الحياة، فكان المبادر بادخال هذه التكنولوجية والتقنية الى الكويت وبات الريادي فيها حسب مصدر نفطي مطلع لـ”السياسة”.

المصدر، قال إن شركة نفط الكويت تعمل حاليا على تطوير حقول النفط التابعة لها باحدث تكنولوجيا عرفها العالم بالتعاون مع الشركات العالمية بما فيها وسائل وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي باتت في الوقت الحالي من بين أهم التقنيات عالميا لزيادة انتاج النفط. واوضح أن شركة نفط الكويت تدمج اهتمامها اللامحدود بالعناصر البشرية وتدريبها في عمليات الاستكشاف والتنقيب مع تقنيات التحول الرقمي والاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتكون الغاية الاولى لهذه التكنولوجية تقليل الاخطاء وهو مايصب حتما في تخفيض تكاليف التشغيل ويمنع الحوادث فضلا عن زيادة واستدامة الانتاج وتوفير الوقت والجهد.

وكشف ان “نفط الكويت”دخلت عالم الذكاء الاصطناعي فعليا في عام 2020، حيث كانت بداية تجاربها في تلك التقنية مشيرا إلى أن برنامج الذكاء الاصطناعي كان من ضمن الآليات التي تعتمد عليها نفط الكويت في الاستكشافات البحرية التي تم الاعلان عنها خلال العام الماضي.

واوضح أن من من أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي توفير المعلومات بدقة عالية خصوصا في احتساب ساعات التنقيب والحفر فضلا عن أنه يبلغ فرق الاستكشاف بالمكامن التي يتوفر فيها النفط كما لديه قدرة غير عادية بإعطاء فرق الاسكتشاف مؤشرات توضح عدم الاستكمال لعدم جدوى الاستكشاف في بعض المناطق.

تحليل البيانات المتقدمة

وذكر المصدر أن فريق تكنولوجيا المعلومات بشركة نفط الكويت نجح في تنفيذ منصة تحليل البيانات المتقدمة والتي تولي أهمية كبرى بمجالين رئيسيين وهما التعليم الآلي والذكاء الاصطناعي مشيرا إلى أن تلك المنصة أضافت الكثير لشركة نفط الكويت حيث ساهم برنامج الذكاء الاصطناعي في تحسين آليات العمل والانتاج معا نظرا للحلول الصائبة التي ترد من قبل الذكاء الاصطناعي والتي يتم بناء عليها اتخاذ القرارات المناسبة من قبل العنصر البشري لاسيما وأن تقنية الذكاء الاصطناعي تساعد كذلك في تنفيذ عدة مشاريع في وقت واحد سواء في النفط أو الغاز.

وعلى الصعيد نفسه ذكر مسؤول نفطي اخر أن الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية تولي أهمية كبرى بعمليات التحول الرقمي لاسيما بالذكاء الاصطناعي بهدف منع الاخطاء البشرية وتقليل التكاليف لاسيما وأن الذكاء الاصطناعي يحافظ على انسيابية تدفق الابار النفطية كما يساعد على تحسين الإنتاجية من خلال انظمته الاسرع من البشر فضلا عن قدراته في خفض تكلفة إنتاج برميل النفط وكذلك لها قدرة على التمكن من خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تحقيق ستراتيجية المؤسسة لعام 2040. وذكر أن التجربة الاوسع للذكاء الاصطناعي بدأتها شركة نفط الكويت منذ سنوات وأصبحت رائدة في استخدام تلك التقنية وهناك بعض الشركات التابعة للمؤسسة تستفيد من تجارب نفط الكويت من خلال خبراتها بتلك التقنية.

خبراء التكنولوجية

وحول أهمية التقنيات الذكية في القطاع النفطي على وجه التحديد أكد عدد من الخبراء التكنولوجية ضرورة توسع الكويت في استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يقلل التكاليف وهدر الوقت فضلا عن دوره في التنبؤ بمكامن النفط قبل عمليات الاستكشاف.

وقالت أستاذة علم الحاسوب في جامعة الكويت ورئيسة الجمعية الكويتية لأمن المعلومات د.صفاء زمان أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورا كبيرا في القطاع النفطي لما يملكه من تقنيات وتنبؤات عن تحليل التربة والمناخ والبيانات الحالية والمستقبلية فضلا عن قدرته لتحليل القيمة السوقية للنفط، موضحة أن الذكاء الاصطناعي تزداد أهميته في القطاع النفطي لتحسين الكفاءة وتعزيز السلامة وتخفيض تكاليف الاستكشافات النفطية.

وأوضحت د.زمان أن من أهم المرافق النفطية التي يمكن أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي الاستكشاف والتنقيب و تحليل البيانات الجيولوجية الزلزالية التي من خلالها يتم تحديد مكامن النفط بصورة عالية الدقة كما أن قطاع الانتاج والصيانة يمكن الاستفادة القصوى من برنامج الذكاء الاصطناعي عن طريق مراقبة جودة الاداء التشغيلي حيث يعطي مؤشرات حول الاعطال التي حدثت أو التي قد تحدث فضلا عن أن يعطي مؤشرات حول عمليات التسرب لأنابيب النفط أو للماكينات بصورة عامة وفي الوقت ذاته يقدم الحلول السريعة لمعالجة الاختلالات كما أن يقدم الحلول الذكية لسلاسل الامداد وتقليل التكاليف اللوجستية.

وعن عيوب الذكاء الاصطناعي قالت د.زمان إن تلك التقنية تحتاج لتكلفة عالية في مجال النفط فضلا عن احتياجها لبيئة متفاعلة مع أنظمة الذكاء الاصطناعي ولكن أكبر اشكالية لعيوبه في مجال النفط والمجالات الاخرى الاعتماد على عدد قليل من العناصر البشرية في كافة العمليات المرتبطة بالنفط فضلا عن ان برنامج الذكاء الاصطناعي يتطلب مهندسين على درجة عالية جدا من المهارات التكنولوجية.

واضافت أن من عيوبه كذلك اعطائه بدائل أخرى للطاقة غير النفط وهذا ماقد يؤدي لتخفيض أسعار النفط مما يضر باقتصادات الدول النفطية ومنها الكويت، مضيفة أن من أخطر عيوب الذكاء الاصطناعي تعرضه للاختراق والهجمات السيبرانية ولذا يجب على القائمين على أمر هذا البرنامج مهارات تمكنهم من تلافي الهجمات السيبرانية.

تساؤل مشروع

من جانبه، قال الخبير النفطي كامل الحرمي إن القطاع النفطي الكويتي عليه أن يطرح التساؤل الأهم ماذا يريد من تقنيات الذكاء الاصطناعي بالدرجة الأولى وهل يمكن أن يحقق الوصول للأغراض المطلوبة لاسيما وأنه يقلل الاعتماد على العنصر البشري فهل القطاع النفطي سيقلل من الكوادر الوطنية والدولة في نفس الوقت تهتم بتوظيف الشباب الكويتي.

ولفت الحرمي إلى أن الشركات النفطية العالمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الصناعة النفطية ولكن يبدو أن القطاع النفطي الكويتي ما زال في بدايات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.