'هيئة الاستثمار' تدخل بقوة قطاع بطاريات السيارات الكهربائية

“CATL” الصينية تستهدف جمع 5.3 مليار دولار بهونغ كونغ في أكبر طرح عام خلال العام الحالي

التزمت وشركاء عالميون منها شركة النفط الحكومية “سينوبك” بشراء أسهم بقيمة 2.6 مليار دولار

أطلقت شركة CATL الصينية “عملاق بطاريات السيارات الكهربائية الصيني”، طرحها العام الأولي في هونغ كونغ، والمتوقع أن يكون الأكبر في العالم للعام الحالي، بهدف جمع 5.3 مليار دولار أميركي.

وقال موقع “انفيز الاقتصادي” المتخصص بالاكتتابات العامة، حسبما اوردت “رويترز” أن الطرح العام للشركة صمم بموجب “اللائحة أس” بما يحد من وصول المستثمرين الاميركيين له، وذلك بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. حيث بدأت الشركة رسميًا في تلقي طلبات المستثمرين لطرح أسهمها المرتقب في بورصة هونغ كونغ، وتسعى لجمع 41 مليار دولار هونغ كونغي “حوالي 5.3 مليار دولار”، وفقًا لوثيقة إدراجها الصادرة أمس.

واكد الموقع على أنه في إشارة إلى ثقة المستثمرين، ارتفعت أسهم CATL الحالية بنسبة تصل إلى 3.4% في تداولات شنتشن يوم أمس، متجاوزةً أداء المؤشر القياسي، خصوصا أن الشركة قد حصلت بالفعل على دعم كبير من مستثمرين رئيسيين، التزموا بشراء أسهم بقيمة 2.6 مليار دولار تقريبًا والاحتفاظ بها لمدة ستة أشهر على الأقل، وفقًا لنشرة الاكتتاب، وتشمل هذه المجموعة المؤثرة شركة النفط الصينية الحكومية العملاقة “سينوبك”، والهيئة العامة للاستثمار الكويتية، وشركة “هيلهاوس للاستثمار” الرائدة في إدارة الأصول البديلة.

وتُسوّق الشركة، التي تتخذ من فوجيان مقرًا لها، أسهمها بسعر أقصى يبلغ 263 دولارًا هونغ كونغيًا للسهم، وهو أقل قليلاً (1.4%) من سعر إغلاقها يوم الجمعة في شنتشن، ولكنه يتماشى تقريبًا مع مستويات يوم الخميس الماضي، مبينا انه قد يتم الانتهاء من تسعير أسهم هونغ كونغ اليوم على ان يتم تداول السهم في 20 مايو الجاري.

ويتضمن هيكل الطرح طرحاً أساسياً لحوالي 118 مليون سهم، ومن المحتمل أن يرتفع إلى حوالي 136 مليون سهم في حال زيادة حجم الصفقة بنسبة 15%. مع التنفيذ الكامل لخيار “غرين شو”، سيتم بيع ما يقرب من 156 مليون سهم.

واعتبر التقرير انه في حال نجاحه، سيضاعف طرح CATL إجمالي العائدات المجمعة من سوق الإدراجات الجديدة في هونغ كونغ هذا العام، مشيرا الى بلومبيرغ إنتليجنس أن يشهد سوق الاكتتابات العامة الأولية في المدينة ارتفاعاً حاداً إلى أكثر من 22 مليار دولار أميركي في عام 2025، مدفوعاً بشكل كبير بمواصلة الشركات الصينية خططها للإدراج في المركز المالي الآسيوي.

وبين الموقع أن هذا الاتجاه سيستمر على الرغم من الاضطرابات الكبيرة في السوق نتيجة سياسات التعريفات الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أدت إلى تأجيل العديد من عمليات الإدراج في الأسواق الأميركية والأوروبية.

وذكر الموقع أن CATL تُجري الصفقة بموجب “اللائحة S”، التي تُقيد المبيعات للمستثمرين الأميركيين المحليين وتُعفي المُصدر من بعض متطلبات الإيداع التنظيمية الأميركية، بالإضافة إلى ذلك، حصلت الشركة على إعفاء من بورصة هونغ كونغ بشأن آلية الاسترداد القياسية، مما يسمح للمستثمرين المؤسسين بالاحتفاظ بنسبة أكبر من الأسهم المخصصة في إدراج هونغ كونغ، حتى مع ارتفاع طلب التجزئة.

واعتبر الموقع أن الطريق إلى هذا الإدراج الضخم لم يكن خالياً من التحديات اذ ادرجت شركة CATL في يناير الماضي على القائمة السوداء للبنتاغون بسبب مزاعم بصلتها بالجيش الصيني، وهي اتهامات نفت الشركة مراراً وتكراراً وامتد التدقيق ليشمل بعض البنوك المشاركة في ترتيب الصفقة.

وفي أبريل الماضي، حثت لجنة في الكونغرس الأميركي علناً بنكي جي بي مورغان وبنك اوف اميركا على وقف مشاركتهما في الإدراج بسبب هذه العلاقات العسكرية المزعومة، وهو ما دحضته CATL مجددًا، ومع ذلك، ظل كلا البنكين جزءًا من مجموعة ضمان الاكتتاب.

واشار الموقع الى ان CATL تعتزم استخدام جزء كبير من عائدات الطرح العام الأولي لتمويل توسعها الدولي المستمر، لا سيما في أوروبا والتي تشمل مصنعاً ضخماً في المجر مصمماً لتزويد عملاء السيارات الرئيسيين مثل مرسيدس بنز حيث يُعد هذا التوسع أمراً بالغ الأهمية لشركة CATL لتعزيز ريادتها الكبيرة بالفعل في سوق بطاريات السيارات الكهربائية العالمية، حيث تسيطر على حصة سوقية تبلغ حوالي 38%، متقدمةً بفارقٍ كبير على أقرب منافسيها، شركة BYD، التي تمتلك حوالي 17%، وفقاً لـ SNE Research.