البديوي:-التحولات-الدولية-المتسارعة-تتطلب-تضامناً-وشراكات-أقوى-مع-اليابان

البديوي: التحولات الدولية المتسارعة تتطلب تضامناً وشراكات أقوى مع اليابان

• تعزيز التشاور الستراتيجي لضمان استقرار المنطقة وأمن الممرات البحرية

• 15 مليار دولار استثمارات يابانية في دول “الخليجي” و115 ملياراً حجم التبادل التجاري

فارس غالب

أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، عمق ومتانة العلاقات الخليجية – اليابانية، مشيرًا إلى أنها باتت تمثل نموذجًا للشراكة الستراتيجية الشاملة التي تتطور بشكل متواصل في مختلف المجالات.

جاء ذلك خلال كلمته في الاجتماع الوزاري المشترك الثاني للحوار الستراتيجي بين مجلس التعاون واليابان الذي تستضيفه دولة الكويت.

ووجه الأمين العام خالص الشكر والتقدير إلى سمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد وإلى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، على استضافة دولة الكويت لهذا الاجتماع المشترك وما وفرته من إمكانات وتنظيم رفيع المستوى يجسد مكانتها المرموقة في دعم مجلس التعاون وشراكاته الدولية، كما عبر عن جزيل الشكر لوزير الخارجية عبدالله اليحيا على جهوده الكبيرة ومتابعته الحثيثة لضمان نجاح الاجتماع ومد جسور التعاون والشراكة مع الدول الصديقة.

وأعرب البديوي عن اعتزازه بما وصلت إليه العلاقات الخليجية – اليابانية من تطور على مختلف المستويات، بدءًا من التنسيق السياسي والتبادل التجاري والتعاون في مجال الطاقة، مرورًا بالتبادل الثقافي والأكاديمي رفيع المستوى، مؤكداً أن اجتماع اليوم هو خير دليل على النمو المضطرد لهذه العلاقات.

ولفت إلى أن الاجتماع يأتي في ظل ظروف دولية تتسم بتحولات سياسية واقتصادية وأمنية متسارعة، تتطلب تضامنًا وشراكات أقوى لمواجهة التحديات المشتركة، من الأمن الغذائي والتغير المناخي إلى أمن الطاقة والتحول الرقمي، مشيرًا إلى أن الشراكة مع اليابان تتجلى كخيار ستراتيجي يحقق المصالح المتبادلة.

وأوضح أن ما تحقق مع اليابان يتمثل في توقيع مذكرة التفاهم للتعاون والحوار الستراتيجي عام 2012، التي أرست مسارًا منتظمًا للتشاور والتعاون في السياسة والأمن والتجارة والطاقة والصحة والتعليم والثقافة،وإطلاق خطة العمل المشترك 2024–2028 التي وسعت الشراكة لتشمل الاقتصاد الرقمي والابتكار التكنولوجي والطاقة النظيفة والأمن الغذائي والرعاية الصحية المتقدمة، والإعلان عن انطلاق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بالتوقيع على البيان المشترك في 16 يوليو 2023 بمدينة جدة، والتوقيع على الشروط المرجعية بتاريخ 19 أغسطس 2024 في طوكيو، حيث عقدت حتى الآن جولتان تفاوضيتان آخرهما استضافتها طوكيو بين 30 يونيو و5 يوليو الماضيين، بهدف إزالة العوائق الجمركية والإجرائية وتسهيل التجارة والاستثمار ومعالجة قضايا الصحة النباتية والملكية الفكرية وغيرها من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف أن مما تحقق مع اليابان تعاظم حجم التبادل التجاري في عام 2024 ليصل إلى 115 مليار دولار، منها 84 مليار دولار صادرات خليجية معظمها من النفط والغاز والبتروكيماويات، و31 مليار دولار واردات من اليابان في مجالات السيارات والتكنولوجيا والمنتجات الصناعية المتقدمة، وكذلك نمو الاستثمارات اليابانية في دول المجلس لتتجاوز 15 مليار دولار في قطاعات الطاقة المتجددة والرقمنة والصناعات الذكية، وهو ما يعكس ثقة اليابان في بيئة الأعمال الخليجية، إلى جانب توقيع مذكرات تفاهم مع شركات يابانية كبرى لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الزرقاء في الإمارات والسعودية وقطر دعمًا للتحول العالمي نحو الحياد الصفري بحلول منتصف القرن.

واشار إلى ارتفاع عدد الطلبة الخليجيين في الجامعات اليابانية بنسبة 25 في المئة منذ عام 2020، وتوسيع برامج التبادل الأكاديمي والبحثي لتعزيز نقل المعرفة وبناء القدرات،وإطلاق مبادرات رائدة في الطب الرقمي والذكاء الاصطناعي الطبي بما عزز جودة الرعاية الصحية وفتح آفاق أوسع للبحث والتطوير المشتركة، وكذلك المشاركة الخليجية الشاملة في إكسبو أوساكا 2025، التي شكلت علامة فارقة تعكس عمق الشراكة مع اليابان، حيث حرصت كل دولة من دول المجلس على إبراز رؤاها الوطنية وتراثها الحضاري وطموحاتها المستقبلية في مجالات الابتكار والاستدامة، ما جسد وحدة البيت الخليجي وحضوره المؤثر عالميًا، وأخيرا المبادرة الإنسانية اليابانية الأخيرة بإعلان تقديم 5.5 مليون دولار إلى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لدعم مشروع تحسين الظروف المعيشية في حلب وحمص بسورية، يستفيد منه أكثر من 81 ألف شخص، إضافة إلى أكثر من 21 مليون دولار قدمتها اليابان منذ عام 2022 لدعم المجتمعات السورية الضعيفة، وهو ما يعكس التقاء القيم الخليجية واليابانية في نصرة الإنسان وتخفيف معاناته.

وأكد الأمين العام أن ما تحقق حتى الآن ليس سوى خطوة على طريق طويل، معربًا عن تطلعه إلى تعزيز التشاور الستراتيجي لضمان استقرار المنطقة وأمن الممرات البحرية، والاستثمار في الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة وتقنيات احتجاز الكربون، وتطوير التعاون في الأمن الغذائي والزراعة المستدامة، وتوسيع التبادل الثقافي والسياحي، والعمل المشترك لتحقيق الحياد الصفري للكربون بحلول منتصف القرن.

وشدد على أن شراكة مجلس التعاون مع اليابان لا تقوم فقط على المصالح الاقتصادية والسياسية، بل على رؤية مشتركة لمستقبل يسوده السلام والتنمية المستدامة، مجددًا الشكر لدولة الكويت على رعايتها الكريمة وجهودها المخلصة، ولليابان على تعاونها الصادق، ولجميع المشاركين على ما قدموه من إسهامات قيمة، متمنيًا أن تثمر المناقشات عن خطوات عملية جديدة تعزز الشراكة الستراتيجية وتفتح آفاقًا أوسع لازدهار شعوب الجانبين.

الكويت بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الكويتية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك