البعوض يصل إلى آيسلندا لأول مرة في التاريخ!

في حدث بيئي غير مسبوق، أعلن معهد التاريخ الطبيعي في آيسلندا عن أول توثيق رسمي لوجود بعوض حقيقي في البلاد، بعد أن ظلت الجزيرة لعقود طويلة خالية من هذه الحشرة التي تغزو معظم مناطق العالم.

فقد تم العثور على ثلاث بعوضات من نوع Culiseta annulata في منطقة “كجوس” الريفية شمال غرب العاصمة ريكيافيك، وهو نوع معروف بقدرته على تحمل درجات حرارة منخفضة نسبيًا، لكنه لم يُرصد من قبل داخل الأراضي الآيسلندية.

جزيرة كانت عصيّة على البعوض

لطالما كانت آيسلندا استثناءً بيئيًا نادرًا، إذ جعل مناخها المتقلب بين التجمد والذوبان السريع خلال الربيع والخريف من المستحيل تقريبًا على بيوض البعوض أو يرقاته أن تُكمل دورة حياتها. لذلك، لم يعرف السكان الآيسلنديون “لسعات البعوض”، على عكس جيرانهم في بلدان الشمال الأوروبي.

لكن يبدو أن الاحترار العالمي بدأ يغيّر المعادلة. فدرجات الحرارة الآخذة في الارتفاع تسمح الآن ببقاء اليرقات لفترات أطول في المياه الراكدة، ما قد يكون مكّن هذه الحشرات من النجاة للمرة الأولى.

تحذير من العلماء

ويرى الباحثون أن هذه الحادثة قد تكون إشارة مبكرة إلى تحوّل بيئي أوسع، إذ بدأت أنواع كانت غير قادرة على العيش في أقصى الشمال بالظهور تدريجيًا مع تراجع موجات الصقيع.

وأشار العلماء إلى أن النوع المكتشف غير ناقل لأمراض خطيرة، إلا أن وجوده يرمز إلى تقلص “الملاذات الخالية من البعوض” في العالم.

ولم يُعرف بعد ما إذا كانت هذه الحشرات قد تكاثرت محليًا أم وصلت بفعل الرياح أو النشاط البشري، فيما يواصل المعهد دراسته للتأكد من مصدرها.

وتُعدّ آيسلندا اليوم مختبرًا طبيعيًا حيًا لتتبع آثار تغيّر المناخ على النظم البيئية القطبية، في مؤشر جديد على أن التغير المناخي لا يرفع درجات الحرارة فقط، بل يغيّر موازين الحياة نفسها.